دعا عضو اللجنة التنفيذية ل "منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عبد ربه اليوم (الأحد) إلى الاعتراف بانهيار "اتفاق أوسلو" لتحقيق السلام مع إسرائيل. وقال عبد ربه في مؤتمر صحافي هو الأول له بعد إعفائه من أمانة سر "منظمة التحرير الفلسطينية" إنه "علينا من باب المراجعة التي تفتح آفاق تطوير كفاحنا في المستقبل أن نعترف صراحة، بأن خطتنا السياسية منذ أوسلو حتى الآن فشلت فشلاً ذريعاً وتاماً". وأضاف "ولا يضيرنا أبداً الاعتراف بهذا من دون مكابرة، لأن رهاننا على حل يؤدي إلى إنهاء الاحتلال عن أرض وطننا عبر المفاوضات سبيلاً وحيداً، انهار كلياً". وطالب عبد ربه بعقد "الإطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير ومعالجة كل المهام الجوهرية بما فيها تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة وإجراء انتخابات عامة أو التوافق على تشكيل مجلس تأسيسي لدولة فلسطين يقوم بدوره الكامل". ويضمّ الإطار القيادي الموقت ل"منظمة التحرير" الذي اتفق على تشكيله قبل سنوات من دون أن يتم ذلك حتى الآن، حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالإضافة إلى الفصائل المنضوية حالياً تحت لواء المنظمة. واستعرض عبد ربه إعفاءه من منصبه، أميناً لسر اللجنة التنفيذية ل"منظمة التحرير" قبل أسابيع، وإصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس قراراً بتعيين صائب عريقات في هذا المنصب. وقال عبد ربه إن اعتراضه كان "على الطريقة التي تم بواسطتها تناول موضوع إعفائي من مسؤوليتي في أمانة السر وعلى الأسلوب الذي استُخدم من دون حضوري ومشاركتي ومن دون قرار أو تصويت داخل اللجنة التنفيذية". وأضاف "أرجو أن لا يصبح هذا الأسلوب سابقة لتشويه تاريخ كلّ واحد منّا في حياته أو بعد وفاته"، رافضاً ما وصفه بأنه "الإصرار على الترويج لأسطورة مبتذلة عنوانها وجود مؤامرة على رأس النظام السياسي والسلطة". وأكّد عبد ربه انه "سأتابع العمل في موقعي داخل اللجنة التنفيذية، رافضاً الانجرار إلى طريق مهين لنا جميعاً، أمام شعبنا بأسره والرأي العام الخارجي ويسيء لنا كلنا ويحطّ من قدر المؤسسة الرسمية الفلسطينية". وقدم عضو "منظمة التحرير" في المؤتمر الصحافي رؤيته لتفعيل المنظمة، قائلاً إنه "لا يمكن استعادة مكانة منظمة التحرير عنواناً وحيداً لشعبنا، وقيادة فعلية لكفاحه من دون مشاركة واسعة تشمل الجميع بمن فيهم حركتي حماس والجهاد، وتأسيس مركز قيادي موحد لعموم الشعب يحظى بتأييده وإلتفافه ويستجيب لتطلعاته الوطنية". وأضاف "وهنا يجب التخلي عن أوهام الماضي وعدم الاكتفاء بأن نستند إلى التاريخ المجيد لمنظمة التحرير، فهذا لن يحافظ على مكانة المنظمة ولن يشكل مدخلاً لحل أزمة الصراع والتفتت في حركتنا الوطنية". وحذر عبد ربه من إجراء تغييرات في الحكومة الفلسطينية الحالية التي كانت نتاج توافق بين حركتي "حماس" و"فتح". وقال: "أخشى من أن البحث اليوم في ترميم أو توسيع محدود أو غير محدود للحكومة الحالية هو رسالة بالقضاء على آخر خيط تبقّى للوحدة مع قطاع غزة وحركة حماس، لأنه سيؤدي إلى ردات فعل وسيُرفض وربما نعود إلى حكومتين ولا نعرف ماذا سيحصل بعد ذلك". وكانت اللجنة التنفيذية ل "منظمة التحرير الفلسطينية" وافقت على إجراء رئيس الحكومة رامي الحمد الله تعديلاً طفيفاً على حكومته بعد رفض "حماس" المشاركة في حكومة وحدة وطنية.