دانت الفصائل الفلسطينية الرئيسة في منظمة التحرير الفلسطينية وحركتا «حماس» و «الجهاد الاسلامي» ومنظمات المجتمع المدني امس تصريحات أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة ياسر عبدربه التي لمح خلالها الى احتمال اعتراف المنظمة بإسرائيل دولة يهودية. وعبرت هذه الفصائل والهيئات الأهلية خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع عقد في مكتب «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في مكتبها في مدينة غزة وبدعوة منها، عن رفضها أي تصريحات أو مواقف في شأن الاعتراف بيهودية إسرائيل. وطالبت ب «إدانة وضبط التصريحات التي تمس بالثوابت الفلسطينية الصادرة عن شخصيات رسمية في منظمة التحرير وغيرهم، واتخاذ إجراءات من العقاب والمحاسبة تجاه من يصدرونها بوصفها تعمق الضرر بمسيرة النضال الفلسطيني وتضعف من صلابته أمام العدوانية الاحتلالية ومطالبها العنصرية وسياستها التوسعية المستمرة». وشددت على أن قادة إسرائيل «لا يرغبون بالسلام، وهم يريدون فرض رؤيتهم العقائدية وتصوراتهم بإجراءات التطهير العرقي وتنفيذ سياسة الاستيطان والحصار». وقالت إن «حدة التصريحات الرسمية الإسرائيلية المطالبة بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، تزايدت اخيراً وجاءت متوافقة مع سلسلة من الإجراءات والقوانين الداخلية، كان آخرها قانون القسم والولاء للمواطنين من غير اليهود». واعتبرت أن «إصرار حكومة الاحتلال والدعم الأميركي لهذا المطلب وأي تجاوب معه يعني توجيه ضربة قاسية لقضية شعبنا من خلال شطب حق عودة اللاجئين وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، كما يعني تمهيد الطريق لممارسات من التطهير العرقي في حق أبناء شعبنا في مناطق 48». ورأت أنه سيضاف إلى جانب ذلك «الانتصار الثقافي والمعنوي الذي سيسجل لمصلحة الحركة الصهيونية من خلال ترسيخ الرواية الصهيونية على حساب الرواية الفلسطينية والعربية، بما يعني إدانة مباشرة لكل تضحيات شعبنا ومسيرة كفاحه الطويل من أجل رفض الاحتلال والعنصرية وتحقيق أهداف شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة». ودعت الى «عقد حوار وطني شامل يشارك فيه جميع القوى والفاعليات الوطنية والإسلامية بهدف إنهاء ملف المصالحة الوطنية»، وأعربت عن دعمها وتثمينها «موقف جماهير شعبنا وقواه الوطنية في أراضي ال 48 الرافضين للابتزاز الصهيوني في مواجهة السياسات العنصرية الصهيونية وآخرها قانون الولاء والقسم». يذكر أن عدداً من الفصائل الصغيرة في منظمة التحرير المقربة من الرئيس محمود عباس أو عبد ربه رفضت المشاركة في اللقاء نظراً لأنه مخصص للبحث في تصريحات الاخير عن يهودية الدولة، فيما انتقدت مجموعات عسكرية اسلامية مقربة من «حماس» الجبهة الشعبية لعدم توجيه الدعوة لها للمشاركة في الاجتماع.