أفادت مصادر طبية اليوم (السبت) أن 19 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 80 آخرون في اشتباكات عنيفة، بين جنود ليبيين ومقاتلين متطرفين في مدينة بنغازي شرق البلاد، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وتخوض قوات موالية للحكومة الليبية المعترف بها دولياً قتالاً ضد جماعات متشددة، منذ أكثر من عام في إطار صراع أوسع نطاقاً تشهده ليبيا، منذ الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق معمر القذافي في العام 2011. واستعادت قوات الجيش المدعومة من سكان مسلحين بعض الأراضي التي فقدتها في بنغازي العام الماضي، لكن مقاتلين من جماعة «مجلس شورى» بنغازي المتشددة لا يزالون موجودين في الكثير من الأحياء وفي منطقة الميناء. وقال مسؤولون بالجيش إن اشتباكات عنيفة دارت لثلاثة أيام في حي الليثي، بعد أن هاجم المقاتلون المتطرفون المتحصنون قوات الجيش التي تسد الشوارع الرئيسة المؤدية إلى الحي. وقال قائد القوات الخاصة بالجيش ونيس بوخمادة إن «القوات الخاصة والوحدات المساندة من شباب المناطق تصدوا لهجوم كبير». وأضاف أن «يعد الهجوم هو الأعنف منذ بداية الاشتباكات. ما زلنا نسيطر علي التقاطع الرئيس (المؤدي إلى حي الليثي).. لكننا خسرنا جنوداً ومتطوعين خلال هذه المعركة». واتهم بوخمادة متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بالمسؤولية عن الهجوم. وعزز التنظيم الذي يسيطر على مساحات كبيرة من أراضي سورية والعراق، وجوده في بنغازي وأجزاء أخرى من ليبيا الغارقة في الفوضى. ويسلط القتال في بنغازي الضوء على الفوضى في ليبيا، إذ تدعم جماعات مسلحة مختلفة حكومتين تتنازعان على السلطة. ويدير رئيس الوزراء في الحكومة المعترف بها دوليا أعماله من شرق ليبيا، منذ استولت مجموعة مناوئة على العاصمة طرابلس وأقامت فيها حكومة موازية. ويسيطر كل جانب على تحالف فضفاض من المسلحين. وبعد الإطاحة بالقذافي انقسمت المجموعات المتعددة على أساس سياسي واقليمي وقبلي. واستغل «داعش» الفوضى بالاستيلاء على مدن عدة وإعدام أجانب وشن هجمات على سفارات في طرابلس.