ظاهرة تستحق الاهتمام، يلفت نظرك إليها البحارة، على رغم قناعتنا أن الظواهر لا تعني مجتمعنا وحكومتنا خصوصاً ولا استفدنا منها يوماً من الأيام لذلك فسمك النفاخ الذي ملأ البحر وربما البحار كان حديث الصيادين باهتمام بالغ، لأنه يشكل خطراً حقيقياً على الأرزاق وعلى الصيادين مستقبلاً، ففي الماضي كان حجمه صغيراً جداً، والآن أصبح حجمه كبيراً وربما في الأعماق أكبر مما نتصور، فهو يتراوح بين 15 كلغ فيقطع الشباك ويأكل الأسماك العالقة بها ويمزق النايلون، فأسنانه كالمشط وأحياناً يكسر الصنانير وينفخ بطنه بالماء فيصبح ثلاثة أضعاف وزنه ليخيف من يريد أو يدافع عن نفسه بشراسة. أما لحمه فأبيض طري، وقد طرح في الفراش العشرات من البحارة حتى ان البعض مات والبعض الآخر أصبح «كومة» وتتجنب أكله القطط والكلاب. ويقال إن اليابانيين، يستخدمون بعضاً من لحمه للمختبرات والبعض الآخر لتقوية الجنس والبعض الباقي سام. ويعيش هذا السمك دوماً في أماكن النفايات وهذا سبب ظهوره وكثرته في ميناء صور وصيدا وكل المتوسط. ويقول بعضهم إنه ربي في مزارع إسرائيلية للتجارب، وبعد ظهور ضرره ترك في البحر، وعادة تسير التيارات المائية من الجنوب الى الشمال لذلك تم توصيله الى لبنان قصداً. وزيادة فالتيارات المائية قذفت في الماضي براميل النفايات المشعة الموجودة في إسرائيل التي سمحت لمن أراد برمي البراميل من لبنان لأنها تعرف سلفاً انها لن تتجه الى الأرض المحتلة، وكذلك قصفت مصافي النفط في حرب تموز (يوليو) 2006، وهي تعرف انها لن تتجه صوبها أيضاً وإلا لما قصفتها، إضافة الى أن حديث البحارة لن يتوقف وهنا يناشدون المسؤولين بالأمر للاهتمام وأن لا تكون مناشدتهم صرخة في واد سحيق.