يثير السياح الصينيون صدمة ثقافية واستياء في تايلاند، إذ يقومون بأمور تبدو في غاية الغرابة في بلد هادئ محافظ، مثل تجفيف الملابس الداخلية في العلن، وركل أجراس المعابد، الى الصخب والهرج والمرج. لا يمرّ أسبوع في هذا البلد من دون أن تنتشر على نطاق واسع، صورة جديدة أو مقطع فيديو جديد يظهر قلة الاحترام التي يبديها السياح الصينيون للأعراف والعادات في تايلاند. ومن آخر هذه الصور، واحدة تظهر طفلة تتبوّل في حرم أحد قصور بانكوك أمام الناس. وقد تداولت مواقع التواصل هذه الصورة مع مئات التعليقات، التي لم يخل بعضها من عنصرية تجاه الصينيين. قبل ذلك، في آذار (مارس) الماضي، نشرت عارضة أزياء تايلاندية يتابعها على الإنترنت أكثر من مليوني شخص، مقطعاً يُظهر سياحاً صينيين يدفعونها وهي تنتظر في طابور لأخذ مكانها. وقبل ذلك بأسابيع، هدّد القيمون على معبد سياحي في شيانغ راي شمال تايلاند، بالكفّ عن استقبال السياح الصينيين الموجودين بكثافة في تلك المنطقة. ويقول المسؤول عن المعبد: «واجهنا عدداً من المشكلات مع السياح الصينيين الذين يقضون حاجتهم أينما كان، لقد طلبت من المرشدين السياحيين أن يخبروهم أن هذا الأمر غير مقبول في تايلاند». ويقول المرشد السياحي سو بين: «إنهم لا يتنبّهون الى ما يفعلون، يبصقون، يتكلمون بصوت عال، يتركون المراحيض وراءهم في حالات مزرية... لا أستطيع أن أذكّرهم يومياً بضرورة الحفاظ على النظافة، لا أريد أن أجعلهم يستاؤون، ونحن في حاجة الى كل هذه الأعداد من السياح، إنه أمر جيد لتايلاند». ويبدو أن السلطات تقف عند هذا الرأي أيضاً، لذا فقد عمدت الى طباعة آلاف الكتيبات باللغة الصينية، لإرشاد السياح الصينيين الى كيفية التصرف في تايلاند. ويوزّع هذا الكتيب في السفارات ولدى شركات السياحة والسفر. فسلطات تايلاند، التي تشكّل السياحة 8,5 في المئة من ناتجها الداخلي، لا يمكنها أن تهمل السياح الصينيين الذين يشكلون النسبة الكبرى من حركة السياحة الأجنبية، ويؤمنون مداخيل كبيرة للبلاد على رغم الاضطرابات السياسية بين العامين 2013 و2014 التي انتهت بانقلاب عسكري.