أثار خبر بيع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) النساء والفتيات الإيزيديات في العراق وسورية الكثير من المواقف الدولية المستنكرة. وانتشرت أنباء تفيد بأن «داعش» أصدر وثيقة بقائمة أسعار الفتيات ترواحت بين 500 و2000 دولار أميركي. وكانت الحكومة البريطانية دعت المجتمع الدولي إلى التحرك لمواجهة الاستغلال، وعمليات البيع والعنف والاغتصاب الذي تتعرض له النساء من قبل «داعش»، وتقديم المساعدة الضرورية والعاجلة للضحايا. وقال الناطق باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين سامويل، إن «خطف وبيع البشر كعبيد هي محاولات من قبل داعش لإعادة الشرق الأوسط إلى عصور مظلمة، وكانت بريطانيا أول دولة في العالم تقترح فرض حظر على تجارة الرقيق، ومن قيمنا الأساسية في بريطانيا أن البشر ليسوا سلعاً للبيع». ونشرت وسائل إعلام عربية عدة تصريحات لرجال دين بارزين يؤكدون أن «ما يقوم به تنظيم داعش من بيع للنساء هو عمل إجرامي، والإسلام بريء من داعش وأفعالها». وتحدث تقرير «منظمة العفو الدولية» نهاية العام الماضي، عن أشكال الإساءة المروعة التي تتعرض لها النساء والفتيات الإيزيديات، وإجبارهن على الزواج كرهاً، أو بيعهن أو تقديمهن هدايا لمقاتلي التنظيم، وهؤلاء النساء والفتيات هن بين آلاف الإيزيديين من منطقة سنجار شمال غربي العراق الذي جرى استهدافه منذ آب (أغسطس) 2014. وعلّق كثر على الخبر الذي نقلته صحيفة «الحياة» عبر موقعها الإلكتروني حول هذا الموضوع، وقال أحد المعلقين: «حتى وإن لم يكونوا مسلمين فهم بشر ولهم حق العيش»، مضيفاً «في حرب خيبر خيّر النبي محمد عليه الصلاة والسلام، اليهود بين الرحيل أو اعتناق الإسلام». وتعجب آخر قائلاً: «إذا كان من الطبيعي لهؤلاء المجرمين أن يبيعوا النساء والأطفال؟ فإنني استغرب أن يكون هناك من يشتري!». والأيزيديون هم مجموعة دينية تقطن في الشرق الأوسط،، يعيش غالبيتهم قرب الموصل في منطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في كل من تركيا وسورية وإيران وجورجيا وأرمينيا. وينتمون عرقياً إلى أصل كردي وجذور هندوأوروبية. ويتحدث الأيزيديون اللغة الكردية، وهي لغتهم الأم، ولكنهم يتحدثون العربية أيضاً. ويعتمد إيزيديو بعشيقة، قرب الموصل، اللغة الكردية في صلواتهم وأدعيتهم وطقوسهم وكتبهم الدينية.