كان الرقم 3 حاضراً بقوة في مسيرة حياة الأمير الراحل سعود الفيصل، الذي ولد لملك كان ترتيبه الثالث في تولي مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، بينما احتل هو المرتبة الثالثة بين أشقائه بعد الأميرين عبدالله ومحمد الفيصل، وغادر الحياة بعد تركه منصبه الذي لم يفارقه طوال أربعة عقود، إلا بعد مضي ثلاثة أشهر. ولا يقتصر حضور «الرقم 3» في مسيرة حياة الأمير سعود الفيصل أو فارس الدبلوماسية - كما يسميه السعوديون - على ترتيبه الأسري أو تاريخ تركه منصب وزير الخارجية، الذي بات رفيق عمره، بل يمتد إلى ترتيبه بين وزراء الخارجية السعودية، إذ يعتبر الوزير الثالث للخارجية السعودية التي تعد رمزاً للحصافة والرصانة. تولى منصب وزارة الخارجية بعد والده الملك فيصل الذي كان أول وزير للخارجية في عهد الدولة السعودية الثالثة، وبالتحديد في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وقبل أن يتولى الفيصل الابن المنصب كان سبقه إليه وزير الخارجية إبراهيم عبدالله السويل، الذي تولى المنصب خلال الفترة من 1973 حتى العام 1975 من القرن الماضي. كما أن منصب وزير الخارجية جاء ثالثاً من حيث ترتيب المناصب التي تولاها سعود الفيصل، إذ عمل قبلها نائباً لمحافظ شركة «بترومين» في أوائل السبعينات من القرن الماضي، ومن ثم انتقل للعمل وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية، قبل أن يتولى في منتصف السبعينات الميلادية منصب وزير الخارجية الذي غادره قبل ثلاثة أشهر. ويمتد حضور الرقم 3 على المستوى الأسري للأمير الراحل الذي رزق بثلاثة ذكور (محمد وخالد وفهد)، يقابلهم ثلاث إناث (هيفاء ولمى وريم). ويبدو أن مفعول الرقم 3 في حياة الراحل حضر في نوع المرض الذي أصيب به، المعروف بداء «باركنسون» الذي يحدد اختصاصيو الطب ثلاثة أسباب للإصابة به، إلا وهي: إصابة بالرأس، والسموم، ومسببات لها علاقة بالجينات. ويبدو أن الرقم 3 سيواصل حضوره في حياة الأمير الراحل، لكن هذه المرة مقترناً بال20، إذ شيع نبأ وفاته في ليلة 23 من رمضان.