تسعى إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، إلى تبريد أجواء المفاوضات في فيينا، بعد خلافات جوهرية أرغمت الجانبين على أن يمدّدا مرتين المهلة النهائية لإبرام اتفاق يطوي الملف. وروّجت طهران أنباء عن طرحها «حلولاً بنّاءة» لتذليل التباينات، لكن مسؤولين غربيين شككوا في الأمر (للمزيد). وأبدت واشنطن موقفاً متشدداً في رفضها رفع الحظر على برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، وأعرب مسؤول أميركي بارز عن قلق واشنطن من «تحويل تكنولوجيا الصواريخ، أنظمة ناقلة لسلاح نووي». وكرّر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مطالبته بإبرام اتفاق «متوازن» يفتح «آفاقاً جديدة لمواجهة التحديات المشتركة، وهي أكبر حجماً بكثير». وكتب في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية: «بين هذه التهديدات المشتركة، التطرف الوحشي الذي يجتاح قلب الشرق الأوسط ويمتد إلى أوروبا»، في إشارة إلى تنظيم «داعش». واعتبر أن اعتماد «شراكات ومقاربات جديدة، للتعامل مع هذا التحدي الخطر»، هو أمر «حتمي». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصدر روسي إن جلسة عقدتها إيران والدول الست الإثنين الماضي، شهدت توتراً اذ هددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بالانسحاب من المفاوضات و»العودة إلى منازلنا»، فأجابها ظريف: «لا تهددوا إيرانياً أبداً»، وتلاه نظيره الروسي سيرغي لافروف: «كذلك الروس». لكن ظريف وموغيريني عقدا اجتماعاً أمس، بدا أنه خلا من أي توتر، كما أظهرت صور نُشرت للقاء. وأفاد حساب على موقع «تويتر» يُعتبر مقرباً من الوفد الإيراني، بأن عضواً في الوفد نقل عن ظريف قوله عن موغيريني: «علاقتنا يحكمها احترام متبادل، وكان لقاؤنا اليوم (أمس) إيجابياً وبنّاءً. أدت موغيريني دوماً دوراً إيجابياً جداً في المفاوضات». وأجرى الوفدان الإيراني والأميركي مفاوضات أمس، عشية انتهاء مهلة اليوم التي حددها الكونغرس الأميركي لمراجعة اتفاق نووي محتمل خلال 30 يوماً. وإذا تلقى الكونغرس الاتفاق بعد ذلك، سيكون أمامه 60 يوماً لمراجعته، ما قد يجعل تطبيقه صعباً. ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) عن ديبلوماسي إيراني بارز إن وفد بلاده «طرح حلولاً بنّاءة للتغلب على الخلافات المتبقية»، مستدركاً: «لن نبدي مرونة إزاء خطوطنا الحمر». لكن وكالة «رويترز» نسبت إلى ديبلوماسي غربي قوله: «لم أرَ جديداً من إيران». وعلّق عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني قائلاً: «لا مهلة مقدسة بالنسبة إلينا. نحن مستعدون للبقاء في فيينا ومواصلة المفاوضات في أي وقت، ولو مُدِّدت يومياً». ولفت إلى أن «النص الرئيس (لاتفاق) شبه منجز. لم يبق سوى هوامش يجب أن يتخذ وزراء (الخارجية) قرارات سياسية في شأنها». وكرّر المطالبة برفع مجلس الأمن حظراً على تسلّح إيران وعلى برنامجها للصواريخ البالستية.