يقدم دير بوذي في بنغلاديش طعام الإفطار للمسلمين المحتاجين خلال شهر رمضان، في مثال نادر على التعايش بين اتباع هاتين الديانتين في دول جنوب آسيا. قال كبير الرهبان في دير دهارماراجيكا في العاصمة دكا، إن «البوذية تعلمنا أن الدين الصحيح هو خدمة الإنسان«، مضيفاً «نحن نطعم المسلمين الفقراء الذين لا يحصلون على طعام الإفطار«. ويشكل المسلمون 90 في المئة من سكان بنغلاديش البالغ عددهم 153 مليون نسمة، أما البوذيون فلا يشكلون أكثر من 1 في المئة يتركزون في جنوب شرق البلاد عند الحدود مع بورما ذات الغالبية البوذية، حيث يتعرض المسلمون لأعمال عنف طائفية وقوانين تمييزية. وحضر أمس الى الدير نحو 300 شخص لتناول طعام الافطار، ومن بينهم سيدة تدعى أمينة خاتون (70 عاماً)، التي أوضحت أن «الطعام كان جيداً. وجرى تحضيره بعناية». ووصف عنصر في الشرطة التي تشرف على هذه العملية اليومية انها «مثال جميل عن التناغم بين الديانات. ابداء التعاطف مع الصائمين وعدم الالتفات الى الخلافات الدينية». ووجه مسلمون من بنغلاديش الشكر الى الرهبان على هذا العمل، ونشروا صوراً لهم على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر». وتأتي هذه المبادرة في ظل احتقان بين اتباع الديانتين، ففي العام 2012 أقدم الاف المسلمين على حرق حوالى عشرين معبداً بوذياً، بعدما أقدم راهب بوذي على إهانة القرآن.