قرر لبنان إرسال طائرة مساعدات للمساهمة في إغاثة منكوبي هايتي التي ضربها زلزال أتى تقريباً على عاصمتها بور او برنس، وأوقع عشرات آلاف الضحايا، فيما انشغلت الخارجية اللبنانية بمحاولة الاطمئنان الى حال اللبنانيين المقيمين هناك والذين فُقد الاتصال بهم غداة الزلزال. وسينقل المساعدات وفد رسمي يضم الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء يحيى رعد ومستشار رئيس الحكومة (سعد الحريري) فادي فواز ومندوب وزارة الخارجية وليد حيدر ومندوب وزارة الصحة علي حيدر وخمسة اطباء وإعلاميين. وتحمل الطائرة التي تغادر بيروت مطلع الأسبوع المقبل، 25 طناً من الخيم و3 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية. ويفترض ان يتفقد الوفد افراد الجالية اللبنانية في البلاد، مع احتمال نقل من هم في حاجة الى علاج. وأجرى رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أحمد ناصر اتصالاً هاتفياً بقنصل هايتي في البرازيل جورج انطوان، واستفسر منه عن «أوضاع اللبنانيين في هايتي بعد وقوع الزلزال، وتبلغ منه بوجود وفيات، وإصابات بين اللبنانيين، والمتحدرين من أصل لبناني، ومن المبكر تحديد عددها، اضافة الى خسائر في ممتلكاتهم، كذلك هناك اصابات في صفوف جاليات عربية اخرى، لا سيما من الجاليتين السورية والفلسطينية». وأشار انطوان الى انه «شخصياً فقد الاتصال بعدد من اقاربه نتيجة انقطاع الاتصالات الهاتفية، وهو يتابع الموقف، ويشارك في الجهود المبذولة قدر استطاعته». واتصل ناصر بوزير الخارجية اللبناني علي الشامي والمدير العام للمغتربين هيثم جمعة ووضعهما في هذه الصورة. وأعلن السفير اللبناني لدى فنزويلا شربل وهبي أنه يتبع التعليمات من الوزير الشامي حول الأوضاع، مؤكدًا «أن حجم الدمار كبير والاتصالات الهاتفية مقطوعة كلياً، وكذلك حركة الطيران ما عدا الطائرات ذات الاستعمال العسكري التي تعمد الى تقديم المساعدات التي تصل الى الجزيرة». وعن مصير اللبنانيين في الجزيرة، قال وهبي في حديث الى محطة «ام تي في»: «ما زلنا في إطار جمع المعلومات حتى نصل لمعرفة أوضاع اللبنانيين، ولكن لغاية الآن لا يوجد أي معلومات عنهم». وأضاف: «أتمنى على كل من يملك معلومات عن أقاربه في هايتي أو لديه أقارب هناك الاتصال بالسفارة اللبنانية أو الخارجية اللبنانية». وأبرق رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط الى رئيس هايتي رينيه برفال معزياً بضحايا الزلزال وعبر في البرقية «عن حزني وتضامني معكم ومع شعب هايتي في هذه الأوقات العصيبة التي تمرون بها، وأدعو المجتمع الدولي لتقديم المساعدات العاجلة لمواجهة الخسائر بالأرواح والممتلكات بخاصة لأولئك الذين ما زالوا يواجهون بشجاعة فظاعة هذه الكارثة، كما أدعوه الى الالتزام بكل أعمال إعادة الإعمار. أرجو أن تقبلوا تعازي الحارة والخاصة لعائلات الضحايا».كما أبرق الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون معزياً بضحايا المنظمة من العاملين في هايتي. وقدم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان التعازي للشعب الهايتي بالكارثة التي حلت به، وخص بالتعزية «ذوي الضحايا اللبنانيين الذين قضوا في الزلزال المدمر».