أعلنت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في البرلمان أنها تسعى الى عقد مؤتمر موسع في بغداد للتقريب بين المذاهب والأديان، بالتعاون مع معهد السلام الاميركي، فيما انتقد رجال دين سنة وشيعة عنوان المؤتمر، معتبرين ان المذاهب في العراق «لا تحتاج الى تقارب لأنها متقاربة فعلا»، داعين الى ان «يختص المؤتمر بالعمل على «توحيد الخطاب الديني لإزالة أسباب الاحتقان الطائفي وتجنب مناقشة القضايا الخلافية». وأعلنت نائب رئيس لجنة الأوقاف في مجلس النواب هناء تركي الطائي «ان المؤتمر سيضم شخصيات من مختلف أنحاء العراق لتبني آليات تحقيق السلام ودور الدين في هذا المضمار عبر طرق محددة للوصول الى تقارب في وجهات النظر». وأشارت في تصريحات إلى صحيفة «الصباح» الرسمية امس الى ان «الحوارات مستمرة بين مختلف ممثلي المحافظات للعمل على تأسيس منتدى مصغر وتقديم برنامج عمل الى لجنة الأوقاف في مجلس النواب لإدامة الصلة والتفاعل لتحقيق هذا الهدف». وأوضحت الطائي ان «الموعد الأقصى لعقد المؤتمر الموسع في بغداد هو تموز (يوليو) المقبل وسيعمل على تبني توصيات لتوسيع دوره بالانفتاح على مختلف الدول العربية والأجنبية لتحقيق السلام الوطني والإقليمي». من جهته، انتقد رئيس ديوان الوقف الشيعي الشيخ صالح الحيدري بشدة عنوان «التقريب بين المذاهب» وقال في تصريح الى «الحياة: «لا نريد مناقشة قضايا خلافية فقهية لا جدوى منها. ولا نريد ان يغير اي مواطن معتقداته. بإمكاننا التعايش مع وجود الاختلاف». وأضاف: «ما نحتاجه هو زرع الإلفة والمحبة بين العراقيين على اختلاف مذاهبهم واديانهم وادامة التواصل بين مكونات الشعب بدلا من تقريب افكارهم وعقادئهم التي هي مختلفة بطبيعة الحال». واعتبر ان «ما يقرب السنة والشيعة في العراق اكبر مما يفرقهم وبالتالي فهم ليسوا بحاجة الى تقارب». ولفت الى انه سيحضر المؤتمر ويعلن انتقاداته بشكل واضح. إلى ذلك، شارك امام جامع الكيلاني الشيخ محود العيساوي رئيس ديوان الوقف الشيعي في انتقاداته المؤتمر. ودعا الى «مؤتمر يبحث في توحيد الخطاب الديني في المنابر والمساجد». وقال ل «الحياة» أن «لا خلافات حقيقية فقهية بين المذاهب ولكن هناك مشكلات سياسية بين ابناء الطائفة الواحدة الآن». واضاف ان «المؤتمرات واللقاءات بين رجال الدين السنة والشيعة متواصلة لكنها لم تناقش مسائل خلافية بل كانت تدعو الى التسامح». وعقدت مؤتمرات دينية خلال السنوات الماضية لإزالة الاحتقان الطائفي وتخفيف حدة التوتر بين المذاهب كان آخرها مؤتمر «المبادرة العراقية الدينية المشتركة» في بيروت نهاية آب (أغسطس ) 2008، ووقع خلاله عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف وثيقة شددت على «نبذ ورفض العنف والإرهاب وتأكيد مبدأ الحوار بين الأديان والمذاهب، إضافة الى تأكيد وحدة الشعب العراقي ورفض المظاهر المسلحة ودعم الحكومة في بسط الامن والاستقرار، والتشديد على حرية ممارسة الطقوس الدينية لجميع الأديان والمذاهب».