لم يكن منظر المطلوب يوسف الغامدي وهو خارج من منزله المتحصّن فيه عند تطويقه من قوات الطوارئ، وبيده زجاجة ماء يشربها في وضح النهار بمستنكر لدى العامة، إذ لا غرابة في أن يكون «مفطراً» في نهار رمضان، فتلك المعصية التي خالف بها الركن الرابع من أركان الإسلام، ليست إلا جزءاً بسيطاً من شذوذ الفئة الضالة عن الدين الحنيف، وقتل الأبرياء. خروج الغامدي من منزله أول من أمس، متعطشاً للدماء، وقتل الأبرياء وترويع الناس، بمشاركة عدد من رفاقه المنتمين للفكر الضال ذاته، خير دليل على انتهاجهم ديناً لا صلة له بالإسلام، ديناً على نهج الشيطان، يحل لهم الدماء في مساجد صلاة الجمعة، ويبيح لهم الإفطار في نهار رمضان، وغايتهم الكبرى ترويع الآمنين، وتشويه صورة المسلمين، فيما وقف جنود الوطن وحماة الأمن سداً منيعاً أمامهم، صائمين ومكبرين، يذودون عن الوطن. وبحسب تغريدات وزارة الداخلية عبر حسابها في موقع «تويتر»، فإن المقتول الإرهابي يوسف الغامدي البالغ من العمر 32 عاماً، عاش فترة من حياته متعاطياً للمخدرات، إذ ظل حبيس السجن ستة أعوام، نتيجة لتعاطيه المخدرات، والتي بلغت ثلاث قضايا، وتم جلده 1000 جلدة على ذلك. عاش بلا وظيفة، اعتنق حياة الإجرام، متنقلاً بين السجون بسبب تعاطي المخدرات، لينهي حياته مروجاً للفكر الضال، وبرغم أنه لم يخرج أبداً مسافراً من المملكة، إلا أنه اجتهد في نشر مذهب التنظيم الإرهابي «داعش» بين قرنائه، ولم يعتبر بما حل به طيلة حياته، حتى في وصيته التي عثر عليها في منزله كان يؤيد فيها التنظيم الإرهابي ويدعو له. كما أن الجهات الأمنية عثرت أمس في محافظة الطائف، على مركبتين فارهتين في استراحة تتبع للمطلوب يوسف الغامدي بضاحية «ريحة»، الواقعة شمال غربي الطائف، فيما تم التحفظ على سيارته الشخصية بعد دهم نفذته الجهات الأمنية للمنطقة، عقب المواجهات التي جرت فجر الجمعة مع المطلوب والمشتبه بهم وسط الطائف.