دشنت قوة مشتركة من الجيشين العراقي والأميركي و «البيشمركة» الكردية أول نقطة أمنية قرب ناحية قره تبه في قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى (شمال شرقي بغداد) تنفيذاً لخطة انتشار في المناطق المتنازع عليها، وأفاد الأمين العام لوزارة «البيشمركة» جبار ياور أن نقاطاً أخرى ستشكل «فور الانتهاء من تدريب هذه القوات»، مؤكداً أن العملية «عسكرية بحتة تهدف الى حماية الأهالي ولا علاقة لها بأي شأن سياسي». وقال ياور في تصريح الى «الحياة» إن «أول نقطة مشتركة بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة والجيش الأميركي دشنت قرب ناحية قره تبه (قضاء خانقين) حيث ستقوم القوات المشتركة المرابطة هناك بمهمة حماية أمن واستقرار المنطقة». وأضاف ان «هذه النقطة تم تدشينها بعد أن انتهت قواتها من العمليات التدريبية المخصصة (...) هناك قوات تتدرب لأسابيع وما إن تنهي حتى تنشر في نقاط مشتركة جديدة لضبط مداخل ومخارج المدن الصغيرة والكبيرة». وأضاف ان «هناك أطرافاً وجهات تعارض وجود هذه النقاط المشتركة، لكن هذا المشروع دستوري ورسمي وقد وافقت عليه الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم وقيادة الجيش الأميركي وهو مشروع عسكري بحت لا علاقة له بأي غرض سياسي». وزاد ان «إبداء وجهة النظر حق مكفول وأمر طبيعي في ظل العراق الديموقراطي الجديد. لكن هذا الرأي ليس قراراً ولا إلزاماً اذ ان مثل هذه القرارات تصدر من جهات رسمية عليا كالبرلمان والحكومة، ومهمة هذه القوات توفير أجواء آمنة للمواطنين وحمايتهم من أي خطر ومن شأن هذا العمل المشترك أن يقوي ويعزز العلاقات وروح العمل بين البيشمركة والجيش العراقي». وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو اقترح في وقت سابق تشكيل قوات مشتركة لنشرها في المناطق التي تشهد خللاً أمنياً ملحوظاً وهي بمعظمها تقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين الإقليم وبغداد. وأسس أوديرنو اقتراحه على تجربة سابقة حدثت أواخر عام 2008، حيث تقرر تشكيل قوات مشتركة بين الجهات الثلاث لضمان أمن المناطق نفسها استعداداً لانتخابات مجالس المحافظات التي أجريت كانون الثاني (يناير) العام الماضي، وأظهرت التجربة التي استمرت ستة أيام نجاحاً أمنياً تمثل في عدم شن أي عمل مسلح خلال العملية الانتخابية. وتعارض أطراف عربية وتركمانية عملية نشر قوات مشتركة في المناطق المتنازع عليها وتراها «خرقاً» للاتفاق الأمني العراقي – الأميركي الذي يقضي بانسحاب القوات الأميركية الى خارج المدن وإلى مناطق محددة ، بالإضافة الى إمكان تسبب هذه العملية بالمزيد من الحساسيات الناتجة عن وجود قوات «البيشمركة». لكن القائمين على الخطة يؤكدون أنها تخلو من أي خرق للاتفاق، اذ إن القوات الأميركية تنتشر خارج المدن والنقاط المشتركة من المتفق أن تكون خارج المدن، كما أن «البيشمركة» جزء من المؤسسة العسكرية العراقية بموجب الدستور.