وحيداً رحل قبل يومين الكاتب الصحافي محمد عبدالواحد، الذي شغل المشهد الإعلامي في لحظة مهمة من تاريخه، رحل الكاتب الساخر بعد أن أسهم في صناعة كتابة حرة، لا تأبه سوى بالوطن والمواطن، وتمضي إلى الخلل أينما كان. وشأن كتاب كثر، طاول محمد عبدالواحد التجاهل والإهمال في أواخر حياته، هو الذي كانت حياته صاخبة بالأصدقاء ورفاق الكلمة. عبّر عدد من الكتاب عن مصابهم في رحيل محمد عبدالواحد، واعتبروه كاتباً امتاز بحسه الوطني العالي. وقال الشاعر والكاتب أحمد عايل فقيهي: «محمد عبدالواحد صاحب الحس الوطني العالي، صديق ربطتني به رفقة الحياة، وصداقة الحبر والكتابة، اختلفنا كثيراً، واتفقنا أكثر، ولكننا كنا أكثر قرباً، عبر علاقة قديمة كانت ومستمرة». ومضى فقيهي قائلاً: محمد عبدالواحد صاحب العبارة الجميلة، صادق في ما يكتب وفي ما يقول، عاش الحياة صحافياً مميزاً، وكاتباً مميزاً. كان يمثل، مع جيل الكتاب أمثال مشعل السديري وعبدالله الجفري وآخرين، جيل الكتابة الجديدة الجميلة في الصحف السعودية، كتابة امتزجت فيها لغة الأدب ولغة الصحافة. كان كريماً وفناناً بحق، وعلى رغم مشاكساته فإنه يحمل قلباً طيباً ومسامحاً. رحمه الله رحمة الأبرار». وأكد الكاتب الصحافي خالد السليمان أن الصحافة السعودية «فقدت أحد أبرز كُتابها ممن برعوا في كتابة المقالة الساخرة، وهي أحد أصعب الكتابات الصحافية. كان رحمه الله كما عرفته كريم الخلق، حلو المعشر، ودود الطبع، ومازلتُ أتذكر عند بداياتي والتحاقي بالكتابة في الصحف السعودية، تشجيعهُ لي وثناءه الذي أراد بهِ زرع الثقة في نفسي». وأضاف السليمان أن كل ما يرجوه أن يبقى الراحل «في ذاكرة الأجيال المقبلة، ومن خلال نشر مقالاته، وهو أمر طالما طالبتُ به صُحفنا بإعادة نشر مقالات الكُتاب الذين رحلوا عنا، كي تكون هُناك همزة وصل، مع أُناس حملوا هَمْ الوطن والمواطن في حياتهم». واعتبر الكاتب والأديب علي الرباعي أن الراحل محمد عبدالواحد «نموذج فريد من الكتاب المهرة العارفين بأسرار النفوس والمقتدرين على احتلالها ببراعة اللغة وفتنة الأسلوب، قرأته في ملحق «الأربعاء» منذ ربع قرن تقريباً، وحرصت على متابعته، وخلال رحلة سفر إلى الخارج التقيته، وكنا في الطائرة صديقين، وبعد حين عزمت على تنفيذ مشروع كتابي عن الراحل عبدالله سعيد الغامدي، الذي مات منتحراً بإلقاء سيارته من شاهق في الباحة، فقال أبومنصور: يا رباعي أنت يا مجنون يا متهور يا مخبر». وضحكنا وأنهينا المكالمة. ومنذ عامين التقيته في مناسبة ثقافية، وكان أنيقاً كعادته ودوداً في استعادة الذكريات، ولم ينس أن يلذعني بعبارة «أنتم مخيفون يا سكان الجبال». رحمه الله وتقبله في الصالحين».