نفذت وحدات عسكرية تونسية قصفاً مركّزاً استهدف مرتفعات جبلية في محافظة سيدي بوزيد في وسط البلاد، إثر رصد تحركات لمسلحين، فيما أكد السفير الأميركي في تونس جاكوب والس استعداد بلاده للوقوف إلى جانب تونس ضد الإرهابيين. وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش قصف منطقة جبل «المغيلة» في منطقة «جلمة» في محافظة سيدي بوزيد (وسط غرب) مساء أول من أمس، وذلك بعد رصد «تحركات مشبوهة» في الجبل الذي صنفته السلطات التونسية كمنطقة عسك رية مغلقة. ولطالما شكلت المرتفعات الجبلية غربي البلاد (جبال الشعانبي والسلوم وسمامة والمغيلة وطويرف) ملاذاً للجماعات الإرهابية المسلحة إثر تنفيذ هجماتهم. وشهد جبل «المغيلة» في 7 نيسان (أبريل) الماضي عملية إرهابية راح ضحيتها 5 عسكريين وجُرح 8 آخرون. وواصلت السلطات التونسية التحقيقات وعمليات التمشيط والاعتقالات بهدف القبض على جميع المشاركين في هجوم سوسة المسلح الذي راج ضحيته 38 سائحاً أجنبيا أغلبهم بريطانيون، واعتقلت قوات الأمن أول من أمس، 8 عناصر من بينهم امرأة، ضالعين في هجوم سوسة الذي أودى بحياة 38 سائحاً، 30 منهم بريطانيون. في سياق متصل، أعلنت وزارة الشباب والرياضة التونسية، في بيان أمس، أنها منحت رجلاً وظيفة، بعد أن اعتذرت منه رسمياً، إثر تعرضه للاعتقال والإهانة بعدما اشتُبِه بعلاقته بهجوم سوسة قبل إطلاق سراحه في اليوم ذاته. وفي تفاصيل الحادث، أنه بعد ساعات قليلة على هجوم سوسة، شنت قوات الأمن حملة تمشيط واسعة واعتقلت شاباً يُدعى منذر رزق اشتبهت بمشاركته في الهجوم، وانتشرت صوره في وسائل الإعلام أثناء اقتياد قوات الأمن له حيث تعرض للشتم والضرب والركل على أيدي الأمن ومواطنين تجمهروا حوله. وقالت وزارة الشباب والرياضة إنه «حرصاً على رد الاعتبار لمنذر رزق وعائلته، أذن السيد وزير الشباب والرياضة ماهر بن ضياء بانتدابه كمتعاقد في مركز ألعاب القوى في سيدي بوزيدمسقط رأسه، وذلك بطلب من المعني بالأمر، سعياً للتخلّص من الصورة القاتمة التي رسخت في ذهنه ولتجاوز حالته النفسية الصعبة». من جهة أخرى، جدد السفير الأميركي جاكوب والس استعداد بلاده لدعم تونس في مواجهة الإرهاب. وقال إن «هجوم سوسة سيدفعهم إلى مضاعفة الجهود لدعم تونس والوقوف جنباً إلى جنب مع أصدقاء وحلفاء أميركا في العالم لمكافحة الإرهاب». ووصف والس، خلال الاحتفال بالعيد الوطني لبلاده مساء أول من أمس، الهجوم الإرهابي على سوسة بالفظيع، معتبراً أنه «ليس هجوماً على تونس وضيوفها الأجانب فحسب، بل على قيم الديموقراطية والتسامح والسلام التي يتقاسمها جميع الأمم الحرة». وقال والس إن «تونس تلقت ضربةً قاسية الأسبوع الماضي في سوسة ولكنها لا تزال مثالاً للديموقراطية رغم العقبات».