تأرجحت تصريحات ممثلي إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، بين تفاؤل حذر وأسفٍ لعدم تحقيق «اختراق» في مفاوضات فيينا، فيما تشكو مصادر غربية من «عرقلة» مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف. تزامنت المحادثات في العاصمة النمسوية مع إبلاغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو خلال زيارة لطهران أمس، استياءً من الدور الذي تؤديه الوكالة، فيما نسبت وسائل إعلام إيرانية إلى أمانو، أنه قدّم «اقتراحات لإزالة عراقيل وتسريع التعاون» بين الجانبين. في فيينا، عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاءات مع نظرائه البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والصيني وانغ يي، قبل اجتماعه مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف. وقال فابيوس: «تحقّق تقدّمٌ في نقاط ولم يحدث في نقاط أخرى». أما هاموند، فأقرّ بأن طرفَي المفاوضات لم يحققا «أي اختراق بعد»، مستدركاً: «العمل مستمر، وسترون خلال الأيام القليلة المقبلة وزراء يأتون وآخرين يذهبون، للحفاظ على زخم المحادثات». وأشار شتاينماير إلى «عراقيل صغيرة وكبيرة نعمل على إزالتها». وشدد على أن «جهود جميع الأطراف للنجاح وإبرام صفقة، صادقةٌ»، مذكّراً بأن «الخطوات الأخيرة هي الأكثر صعوبة». وتابع: «السؤال الذي لا تمكنني الإجابة عليه بعد، هو هل يملك الجميع ما يكفي من الإرادة والجرأة في نهاية الأمر» للتوصل إلى اتفاق. لكن الوزير الصيني كان أكثر تفاؤلاً، إذ أعرب عن «ثقة بأن الأطراف المعنيين سيتوصلون في النهاية إلى اتفاق عادل ومتوازن». وتحدث عن «احتمال كبير للتوصل إلى اتفاق»، مستدركاً أن إيران والدول الست «تواجه قضايا مهمة وحساسة لا يمكن أحداً تجنبها». ونبّه توني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأميركي، إلى أن «إيران استثمرت كثيراً» في المفاوضات النووية، وزاد: «يحتاجون إلى ذلك أكثر بكثير منا. ما لا نعرفه هو هل أن لدى الإيرانيين مساحة سياسية لإبرام اتفاق». وعلّق دبلوماسي غربي على رفض خامنئي تجميداً طويل الأمد للبرنامج النووي لإيران والسماح بتفتيش مواقعها العسكرية، قائلاً: «ما زالت هناك خلافات كبرى، حتى في المرحلة الأخيرة. مواقف خامنئي تُصعّب ردم الفجوات في الأيام المقبلة، وهناك عمل يجب إنجازه». في المقابل، أعلن ظريف، الذي التقى هاموند وشتاينماير ووانغ، أنه لن يعود إلى طهران، مشدداً على أن «المفاوضات تحقّق تقدماً ويجب أن نكون متفائلين». أما مجيد تخت روانجي، نائب ظريف، فلفت إلى «تسوية غالبية المسائل في اجتماعات الخبراء»، وزاد أن على وزراء خارجية إيران والدول الست «اتخاذ قرارات في شأن القضايا الرئيسة العالقة». في طهران، أبلغ سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، أمانو أن بلاده «مستعدة للتعاون مع الوكالة الذرية من أجل تسوية القضايا العالقة... للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يضمن الحقوق القانونية لإيران». وشدد على «ضرورة تعزيز الدور التقني للوكالة الذرية في التعامل مع أعضائها»، معتبراً أن «ابتعادها من مكانتها القانونية زعزع الثقة بأدائها الإيجابي». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى أمانو، الذي التقى أيضاً الرئيس حسن روحاني، قوله إنه يتفهم «قلق» الإيرانيين و «حساسيتهم» إزاء التعاون مع الوكالة، مشيراً إلى أنه «قدّم اقتراحات لإزالة العراقيل القائمة وتسريع التعاون» بين الجانبين. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، بأن روحاني وأمانو «ناقشا العلاقات بين إيران والوكالة... وكيفية تسريع حلّ كل القضايا، بما في ذلك النشاطات النووية السابقة في إيران». وكانت الوكالة الذرية أعلنت أن محادثات أمانو في طهران ستتطرق إلى «توضيح أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني، فيما أفادت وكالة «مهر» بأن المدير العام للوكالة الذرية «سيتلقى اقتراحاً بديلاً من إيران لاستجواب علمائها النوويين».