هناك في بلادي «اليمن» يذوق شعبها كل أصناف العذابات، وكأن الفقر المدقع الذي يعيشونه لا يسُد رمق المعاناة، فتطلبهم هل من مزيد؟ فكان لها المزيد! لقد اندلعت الحرب السادسة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، وكان المواطن اليمني هو الضحيةُ الأولى والأخيرة، فبعيداً عن التحليل السياسي البحت للأزمة كان على الطرف الآخر من المعاناة الحقيقية نازحون وقتلى وجرحى أبرياء لا ناقةً لهم في الحرب ولا جمل، هربوا من المدفعية والصواريخ التي تنهال من كل اتجاه، التي كثيراً ما تخطئ الهدف! إلى الموت اليومي الذي كانوا يعيشونه قبل الحرب، وأصبح في ظل النّزوح على جرعاتٍ مضاعفة. أوضاعٌ مزرية يعيشُونها في مخيمات النّزوح، ومنظمات إنسانية تحذّر من تفشي الأمراض وسوء التغذية بين النازحين، وكُل هذا يُضرب بِه عرض الحائط لأن كلا الطّرفين مِن النزاع لن يقُدم تنازُلاتٍ، أو سماع لمطالبِ الطرف الآخر! أما على الطرف الجنوبي من اليمن الحزين انتفضت إرادة العيش بكرامة فجأة بعدما فاض بأهلِها كثرةُ التّهميش والإهمال لهم ولجنُوبِهم فصاحُوا بالانفصال وللانفصال، وافتُتحت جبهة أخرى من الصراع ستجر الويلات على اليمن كلمّا اتسعت، ويبدو أن نهاية النّفق بعيدةٌ جداً لاسيما بعدما أسقطت الصواريخ عشرات القتلى من المواطنين الجنوبيين في ظل أيمانٍ مغلظةٍ من الحُكومة بأنهم عناصر «القاعدة»! وبين التكذِيب والتصديق ومحاولاتٍ لإيجاد المبرّرات كانت هُناك أطراف خارجية ترقب تفتُت اليمن داخلياً وتخفِي نياتها، ولايُمكنُنا ان نتكهّن متى تضع الحربُ أوزارها، إلا أننا نستطيع ان نجزِم بأن آمال الكثير من أبناء اليمن «وانا منهم»، بمستقبلٍ أكثر إشراقاً وحضارةً وصحةً وتعليماً باتت آمالاً هشّة تذرُوها الرّياح أنّى شاءت، أو لربّما... أنى شاء أولو الكَراسِي! [email protected]