بعد ساعات من الكشف عن العطاءات الإسرائيلية الجديدة لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنتين في القدسالشرقيةالمحتلة، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس أنه تم الشروع في وضع مخطط لبناء 800 وحدة سكنية جديدة غرب مستوطنة «أريئل»، المقامة على أراضي سلفيت في محافظة نابلس في قلب الضفة الغربية. وأوضحت الصحيفة أن المخطط لا يحتاج لتصديق من وزارة الدفاع إنما فقط لتصديق لجنة التخطيط التابعة لبلدية المستوطنة التي تدعم المشروع بقوة. وذكرت ان الأرض التي سيقام عليها الحي الاستيطاني الجديد مشمولة ضمن مخططات توسيع مستوطنة «أريئل» إحدى أقدم المستوطنات في الضفة الغربية (منذ ثمانينات القرن الماضي) وتعتبر في جزء منها «أراضي دولة»، أي تلك التي صادرها الاحتلال الإسرائيلي، وفي جزء آخر لرجل أعمال يهودي، من دون أن تشير كيف «امتلك» رجل الأعمال هذه الأرض. وأعلن رئيس بلدية المستوطنة نحمان شاي ان تطوير مستوطنته متواصل منذ انتهاء فترة تجميد البناء في المستوطنات، وأنه عدا المخطط الجديد بدأ العمل أخيراً في تطوير المنطقة الصناعية في المستوطنة وإقامة 295 وحدة سكنية جديدة. وقال عضو البلدية يعقوب عمانوئيل للصحيفة إن «المدينة تشهد فترة ازدهار ما يؤكد أنها ستبقى جزءاً من إسرائيل». وأشارت الصحيفة إلى الخلاف القائم بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حول مكانة المستوطنة إذ تعتبرها الأولى جزءاً من «الكتل الاستيطانية» التي تريد ضمها إليها في إطار أي اتفاق، فيما تعتبرها الولاياتالمتحدة «إصبعاً» مزروعاً في قلب الضفة الغربية الغرض منها منع التواصل الجغرافي الفلسطيني. ونقلت «فرانس برس» عن هاجيت اوفران الناطقة منظمة «السلام الآن» الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان توسيع مستوطنة اريئل سيتيح «تطويق بلدة سلفيت الفلسطينية المجاورة». على صعيد آخر، ذكرت «هآرتس» أن السلطة الفلسطينية اشتكت أخيراً لجيش الاحتلال الإسرائيلي من إجراء ضباط في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية العامة (شاباك) اتصالات مع ناشطين في حركتي «حماس» و»الجهاد الإسلامي» في مدينة جنين شمال الضفة الغربية. ونقلت عن مصادر فلسطينية قولها للصحيفة أن ضباطاً بدرجات عالية التقوا قبل عشرة أيام في جنين مسؤولين كباراً من حركتي «حاس» و»الجهاد» بينهم الوزير السابق لشؤون الأسرى في حكومة «حماس» وصفي كبها والمحامي فاضل بشناق الذي يدافع عادة عن أسرى «حماس» في السجون الإسرائيلية، وغسان زريدي وهو أسير سابق، وعدنان خضر من «الجهاد»، مشيرة الى ان «الأربعة معروفون بأنهم ناشطون سياسياً وليس عسكرياً». وذكرت المصادر الفلسطينية أن ضباط «شاباك» زاروا الأربعة في منازلهم في ساعات متقدمة من الليل وحصلوا على تصريحات للدخول بعد أن قالوا إنه ليس في نيتهم اعتقال الأربعة. وتابعت المصادر ان الحديث بينهم تناول إمكان التحاور مع كل من «حماس» و»الجهاد الإسلامي». وبحسب المصادر قدمت السلطة الفلسطينية شكوى لقائد الجيش الإسرائيلي في منطقة «المركز» المسؤول عن الضفة الغربيةالمحتلة اللواء آفي مزراحي، إذ إن هذه الاجتماعات أحدثت ارتباكاً كبيراً في أوساط قياديي السلطة الفلسطينية الذين لم يفهموا الغرض من مثل هذه اللقاءات.