يجري طرفا النزاع الليبي اليوم (الأربعاء) مشاورات منفصلة تتركز على دراسة التعديلات التي ادخلت خلال جلسات الحوار الأخيرة في المغرب، على مسودة الاتفاق السياسي الذي تأمل الأممالمتحدة التوقيع عليه هذا الأسبوع. غير أن اصواتاً معارضة لهذا الاتفاق الذي يمهد لمرحلة انتقالية تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية وتنتهي بإنتخابات، برزت خلال اليومين الأخيرين في طرابلس،إذ أعرب تحالف «فجر ليبيا» خصوصاً عن رفضه. ويعقد أعضاء المؤتمر الوطني العام، الذراع التشريعية للسلطات الحاكمة في طرابلس والتي لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي، اجتماعات منذ يومين لدراسة مسودة الاتفاق المعدلة مع فريق الحوار الذي يمثله في جلسات الحوار في المغرب. وقال مصدر حكومي اليوم إن «فريق الحوار المفوض يدرس مع أعضاء المؤتمر المنتمين إلى اللجنتين السياسية والمالية ولجان أخرى مسودة الاتفاق». وأضاف «كان من المقرر أن يصوت المؤتمر على المسودة اليوم، لكن هذا الأمر قد يتاجل إلي الأسبوع المقبل». وفي طبرق، حيث مقر البرلمان المعترف به دولياً، نقلت «وكالة الانباء الليبية» (وال) القريبة من الحكومة التي تتخذ من شرق البلاد مقراً لها عن عضو مجلس النواب ومقرر لجنة مسودة الحوار اسامة محمد فرج الشعاف قوله، إن «المجلس مستعد مبدئياً للتوقيع على المسودة». وكان ممثلون عن طرفي النزاع حملوا إلى المغرب الأسبوع الماضي سلسلة تعديلات على المسودة الرابعة، التي قدمتها بعثة الأممالمتحدة، قبل ان يعودوا في نهاية الاسبوع إلى ليبيا حاملين معهم مسودة معدلة. وأعلنت بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا انها تأمل التوقيع على الاتفاق هذا الاسبوع. غير أن تحالف «فجر ليبيا» المسلح الذي يساند الحكومة التي تدير العاصمة منذ نحو عام، أعلن عن رفضه لهذه المسودة، ما قد يعرقل امكانية اقرارها قريباً في طرابلس. وكتب المكتب الاعلامي لعملية «فجر ليبيا» على صفحته في موقع «فايسبوك» اليوم أن «التوقيع على هذه المسودة يشكل خيانة لدماء الشهداء والشرفاء الذين عاهدناهم على تكملة المشوار لتحرير ليبيا والمحافظة على سيادتها». وبرر رفضه لهذه المسودة بالقول إنها «تمهد لعودة الديكتاتورية الفاشية برعاية الأممالمتحدة». وفي هذا السياق، تظاهر العشرات الخميس الماضي، وبينهم نساء أمام مقر المؤتمر الوطني العام رفضاً للمسودة، حاملين لافتات تندد بالاتفاق، بينها «لا لمسودة تهدم بنيان السلطة». وداس بعض المتظاهرين على صور لرئيس بعثة الاممالمتحدة برناردينو ليون، بينما قام آخرون بحرق هذه الصور، وسط هتافات «لا للحوار، الشرعية للثوار». وقال عضو البرلمان المعترف به والمقيم في طرابلس عبد الرؤوف المناعي، خلال مشاركته في التظاهرة «هذه المسودات جميعها ترتهن السيادة الليبية وتصادر ارادة الاختيار لدى المواطن الليبي وتجعل من برناردينو ليون بول بريمر آخر لليبيا» ، في اشارة إلى الحاكم الأميركي السابق في العراق.