احتُفل في مدينة سبوليتو الإيطالية، بتوأمة مهرجان بيت الدين اللبناني الذي ترأسُه نورا جنبلاط ومهرجان سبوليتو الدولي الذي يرأسه جورجيو فرارا والذي تتولى علاقاته مع الشرق الأوسط الأميرة الإيطالية المستشرقة أنتيا برونيوني الياتا. وللمناسبة قدّمت فرقة «أصيل» للموسيقى العربية الفصحى المعاصرة بقيادة مصطفى سعيد، حفلة بعنوان «البردة». واختارت الفرقة التي تجمع موسيقيين عرباً وأجانب وكانت ضيفتها في حفلة إيطاليا المطربة المغربية كريمة الصقلي، ثيمة البردة لتقدّم هذه القصيدة بنسخها الثلاث التي كتبها الإمام البوصيري في القرن الثالث عشر وملحّنها مجهول الهوية، ثم «نهج البرده» التي كتبها أحمد شوقي في 1946 ولحّنها رياض السنباطي، ثم التي كتبها تميم البرغوثي في 2014 ولحّنها مصطفى سعيد وقدّمت للمرة الأولى على «مسرح المدينة» في بيروت العام الماضي. وسيصدر العمل الجديد في ألبوم، يوم 11 تموز (يوليو) المقبل في لندن خلال مهرجان «شباك». وقالت جنبلاط ل «الحياة» أن «التوأمة بين المهرجانين حدث مهم لأنه يمثل نافذة على العالم العربي خصوصاً ما قدّم اليوم في حفلة «أصيل»». وأضافت: «مهرجان بيت الدين عمره ثلاثون سنة ومر بفترات صعبة جداً بسبب الحروب في لبنان والأوضاع الأمنية المتدهورة، لكننا أصرينا على الاستمرار». وتابعت: «هذه المهرجانات تظهر الوجه الحضاري والثقافي للبنان والعالم العربي في الخارج، خصوصاً في الفترة التي نمرّ فيها حالياً في الشرق الأوسط». وقامت بمبادرة التوأمة الأميرة الإيطالية انتيا برونيوني الياتا التي تتكلم العربية بطلاقة. وهي ابنة الأميرة الإيطالية فكتوريا الياتا من باليرمو عاصمة جزيرة صقلية. تخصصت بأبحاث تاريخ العرب في باليرمو، واعتنقت الإسلام، وتسكن في قصر تاريخي قرب باليرمو مع ابنتها الشابة انتيا المسؤولة عن توأمة سبوليتو وبيت الدين. وقالت انتيا ل «الحياة»: «حرصت شخصياً على تولي هذه التوأمة. وقد اخترنا بيت الدين لأن لدى هذا المهرجان عناصر مشتركة مع سبوليتو من حيث الرسالة المشتركة الثقافية للسنوات المقبلة بين إيطاليا والشرق الأوسط». وأضافت: «أردنا إعطاء صورة مختلفة عن الشرق الأوسط وما نراه حالياً من عنف وحروب لسوء الحظ، لنظهر أن بإمكاننا أن نعمل على مشاريع مشتركة».