بلغ الشد السياسي والامني في العراق اشده امس مع اعلان القوات الامنية العراقية حظر تجول مفاجىء، نافية أنباء عن تدابير احترازية لإحباط محاولة انقلاب عسكري. وفيما رئيس الجمهورية جلال طالباني برفع الحصانة عن زعيم كتلة «التوافق» في البرلمان ظافر العاني ونواب آخرين، تمهيداً لمحاكمتهم بتهمة الترويج والولاء للنظام السابق قال زعيم كتلة «تحالف الوحدة الوطنية» نهرو عبد الكريم ان قائمة المحظورين التي شملت حزبه «موجهة ضد مناهضي التمدد الايراني في العراق». ووسط معلومات عن محاولة انقلاب وسيارات مفخخة، أغلقت القوات الأمنية كل المنافذ إلى بغداد، وفرضت حظرا للتجول قال الناطقون باسم قيادة العمليات في العاصمة ووزارة الدفاع والحكومة إنها «اجراءات احترازية واستباقية». وتواترت أنباء عن تحرك إحدى القطعات العسكرية فسر على انه محاولة انقلابية، لكن الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري قال في مؤتمر صحافي مشترك مع االناطق باسم الحكومة علي الدباغ أن الحديث عن محاولة انقلاب «مزاعم مضحكة. لا وجود لأي تحرك عسكري في بغداد من دون موافقة السلطات العليا في البلاد».وأوضح إن «هناك قوات عسكرية كانت وصلت الى بغداد لإجراء الاستعراض العسكري في ذكرى تأسيس الجيش وهي عبارة عن نخب ممثلة لفرقها وقد عادت جميعاً الى مقراتها الأصلية». أما النطق بإسم الحكومة علي الدباغ فقال ان مجلس الوزراء ناقش الاجراءات الامنية المطبقة في محافظة بغداد والتهديدات المحتملة و»يدعو المواطنين الى أن يتفهموا الاجراءات الامنية الاخيرة التي استدعت فرض حظر جزئي للتجول وتشديد اجراءات التفتيش والمراقبة التي تهدف الى حمايتهم ومحاصرة والقاء القبض على الارهابيين «.ولفت الى ان «الإجراءات كانت اليوم بناء على معلومة مهمة من احد المواطنين عن مواقع لتفخيخ السيارات في بغداد». لكن حالة السكون التي سادت بغداد خلال حظر التجول قابلتها في الموصل والبصرة تظاهرات نظمها انصار عدد من الكيانات التي منعت من خوض الانتخابات بقرار مثير للجدل من هيئة «المساءلة والعدالة» البديلة لهيئة»اجتثاث البعث». ورفع متظاهرون في البصرة (490 كلم جنوب بغداد) صورا لزعيم «تحالف الوحدة الوطنية» نهرو عبد الكريم الكسنزاني( كردي) احد زعماء الطرق الصوفية الشهيرة في العراق والذي شمل كيانه باجراءات الحظر. وقال الكسنزاني في اتصال مع «الحياة» امس ان قرارات الحظر التي صدرت اخيرا «موجهة الى جميع مناهضي التمدد الايراني في العراق»، مشيرا الى ان «التظاهرات رسالة ضد النفوذ الايراني وضد رغبة اتباع طهران في العراق في تصفية مناهضي تدخلها ونفوذها السافر». واكد الكسنزاني الذي تنتشر مراكز طريقة عائلته الصوفية في حدود محافظة السليمانية وهناك «تكيات» تابعة للطريقة في معظم مدن العراق ومنها البصرة التي عرفت باقتراب السنة العرب فيها من الطرق الصوفية ان «العشائر في المناطق الشيعية والسنية على حد سواء تقف اليوم موقف الرفض لمحاولة اتباع طهران اقصاء الحركة الوطنية والليبرالية العراقية». وزاد ان»قرار الحظر يفتقر الى الشرعية من جوانب عدة ابرزها كون الهيئة التي اصدرته (المساءلة والعدالة) غير مكتملة وغير مفعلة، والهيئة التي اتخذته عمليا (اجتثاث البعث) ملغاة دستوريا ، فضلاً عن أن متخذ القرار ورئيس الهيئة التنفيذية منافس مباشر في الانتخابات». وتابع: «كانت هيئة الاجتثاث قدمت في انتخابات عام 2005 مذكرة لحجب ترشيحي بحجة اجتثاث البعث وبناء على معلومات عن اتصالي بالمخابرات العراقية السابقة، لكن هيئة القضاة في مفوضية الانتخابات انصفتني والغت القرار كونه لايستند الى ادلة».و تحدى «من يجلب توقيعا او حرفا او كتابا يربطني بالبعث او بالمخابرات السابقة». واكد بالمقابل ان السياسي العراقي «احمد الجلبي هو الشخصية الحقيقية التي تقف خلف قرارات الاجتثاث اليوم، ومن باب المفارقة انه اتهمني في مذكرات بالتعاون مع الاميركيين عام 2003 فاي تهمة يتبنى الجلبي وعن اية تهمة ندافع نحن؟».