انفجر صاروخ أميركي من طراز «فالكون» يحمل مركبة الشحن غير المأهولة «دراغون» بعد دقيقتين على انطلاقه اليوم (الأحد) من قاعدة كاب كانافيرال في فلوريدا متجهاً الى محطة الفضاء الدولية، في أول فشل لمجموعة «سبايس اكس» الأميركية. واظهرت مقاطع بثها مباشرة تلفزيون وكالة «ناسا» اجزاء متناثرة من الصاروخ تسقط فيما كان المعلق يقول «لقد انفجر الصاروخ». وأضاف المعلق «يبدو اننا اصبنا بفشل في عملية الاطلاق، لكننا لا نعلم حالياً ما الذي جرى». بعد ذلك قال معلق من «سبايس اكس» إن «عطلاً وقع في المرحلة الاولى من الرحلة». موضحاً أن «المحركات التسعة عملت كما يجب وتجاوزت سرعة الصاروخ سرعة الصوت، ومتحدثاً عن خلل في الطابق الاول من الصاروخ». وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أشار مدير «سبايس اكس» ألون ماسك إلى وجود «ضغط كبير في خزان الاكسجين السائل في الطابق الاخير من الصاروخ». ومن المقرر أن يعقد مؤتمر صحافي مساء اليوم لكشف ملابسات الحادث. ومركبة «دراغون» من تصميم مجموعة «سبايس اكس» الاميركية الخاصة، بموجب عقد مع وكالة «ناسا» بقيمة 1,6 بليون دولار. وهو الحادث الاول لمجموعة «سبايس اكس»، بعد ست رحلات ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية في مدار الارض لتزويدها بالمؤن والمعدات. ومركبة «دراغون» غير المأهولة، هي الوحيدة القادرة حالياً على العودة والهبوط على سطح الارض، اذ ان باقي مركبات الشحن تحترق وتتفتت في الغلاف الجوي للارض بعد انتهاء مهماتها. وكانت المركبة تحمل طنين من المؤن الغذائية والمعدات العلمية التي يستخدمها الرواد المقيمون على متن المحطة في تجاربهم العلمية في ظل انعدام الجاذبية، وكان مقرراً ان تبلغ المحطة الثلثاء المقبل. وأضافة إلى نقل المؤن والمعدات إلى المحطة الفضائية، كانت مجموعة «سبايس اكس» تنوي من خلال هذه المهمة اجراء الاختبار الثالث لتقنية استعادة صاروخ الاطلاق «فالكون»، بعد أن تنفصل عنه مركبة الشحن، وجعله يحط بهدوء على منصة عائمة على مياه المحيط قبالة فلوريدا. وسبق أن جربت «سبايس اكس» هذه التقنية في الرابع عشر من نيسان (ابريل) الماضي، حين نجحت في انزال الصاروخ في المكان المخصص له، ولكنه اصطدم بقوة بسطح المنصة فاصيب باضرار. وسبقت ذلك ايضاً محاولة اخرى في العاشر من كانون الثاني (يناير) الماضي، وقد حط الصاروخ فعلاً في المكان المحدد، لكنه تحطم وتناثر الى قطع. وتأسست شركة «سبايس اكس» العام 2002، وقد شهدت نمواً كبيراً لتصبح احدى اكبر شركات الاطلاق في قطاع الفضاء العالمي مع اطلاقها صواريخ تجارية وعملها في اطلاق مركبات لوكالة الفضاء الاميركية. وأضافة الى «سبايس اكس» تتعاون «ناسا» أيضاً مع مجموعة «اوربيتال ساينسز» الاميركية الخاصة في مجال الشحن الفضائي. وتعرضت «اوربيتال ساينسز» إلي حادث في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، بسبب خلل في محرك روسي من محركات صاروخ «انتاريس». وبعد حادث اليوم، لم تعد وكالة «ناسا» تملك الوسائل اللازمة لتزويد محطة الفضاء الدولية بالمؤن، ولاسيما بعد انفجار مركبة الشحن الروسية «بروغرس» آخر نيسان(ابريل) الماضي. ويقيم حالياً ثلاثة رواد على متن المحطة على ارتفاع 400 الف متر عن سطح الارض، بعد عودة فريق من ثلاثة آخرين الى الارض في الحادي عشر من الشهر الحالي. وبحسب برنامج المحطة، يفترض ان تقلع المهمة المأهولة المقبلة باتجاههها من قاعدة «بايكونور» في كازاخستان بين 23 و25 تموز(يوليو) المقبل حاملة ثلاثة رواد هم الروسي اوليغ كونونينكو والياباني كيميا يوي والأميركي كييل ليندغرين.