قُتل شخصان لدى محاولتهما زرع عبوة ناسفة في مرأب عام في مدينة دمنهور شمال مصر، فيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية أمس حال التأهب استعداداً لتأمين احتفالات الذكرى الثانية لتظاهرات 30 حزيران (يونيو) التي سبقت عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وأعلنت مديرية أمن البحيرة أن عبوة ناسفة انفجرت في شخصين كانا يستقلان دراجة بخارية في محيط المرأب الرئيس في مدينة دمنهور مساء أول من أمس. وقالت إن التفجير وقع أثناء زرع القتيلين قنبلة في المرأب، وأنها مشطت المنطقة تحسباً لوجود عبوات أخرى. وأشارت مصادر أمنية إلى أن جثتي القتيلين تحولتا أشلاء من شدة الانفجار، ما استدعى تحويل عينات منها إلى المعمل الجنائي لتحليلها وتحديد هويتهما. ومنذ عزل مرسي في 3 تموز (يوليو) 2013، يُنفذ شبان من أنصاره تفجيرات بعبوات ناسفة بدائية الصنع في محافظات عدة. وتكررت أكثر من مرة واقعة انفجارها في من يسعون إلى زرعها، ربما بسبب افتقارهم لأي تدريبات في هذا المجال. وانفجرت عبوتان ناسفتان أمس أسفل برج للكهرباء في محافظة الفيوم (جنوبالقاهرة)، ما سبب تضرره. وانفجرت العبوتان أسفل برج في الظهير الصحراوي لقرية منشأة الفيوم، ما سبب انقطاع التيار الكهربائي لفترة عن قرى عدة في المنطقة. واكتشفت قوات الحماية المدنية التي مشطت المنطقة، وجود عبوة ثالثة أبطلت مفعولها. ولوحظ تزايد الهجمات المسلحة في الفيوم المعروفة بأنها من معاقل جماعة «الإخوان المسلمين» وجماعات الإسلام السياسي، إذ تزايدت أخيراً وتيرة استهداف أفراد الشرطة في المحافظة التي تضم قرى تُصنف على أنها من أفقر القرى في مصر. وقالت وزارة الداخلية إنها رفعت درجات الاستعداد في كل قطاعاتها إلى «أقصى حالة» لتأمين احتفالات ذكرى تظاهرات 30 حزيران (يونيو). ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني أن وزير الداخلية مجدي عبدالغفار «أعلن حال الاستنفار القصوى بعد ورود معلومات إلى الأجهزة المعنية في الوزارة، باعتزام عناصر من تنظيم الإخوان تنفيذ عمليات لترويع المواطنين ونشر الفوضى خلال الاحتفالات». وقالت الوكالة إن الوزير «توعد من يحاول إفساد الاحتفالات بعقاب شديد وفقاً للقانون»، ووجه «بتكثيف الوجود الأمني على جميع المنشآت المهمة والحيوية على مدار اليوم بالتنسيق مع القوات المسلحة، فضلاً عن تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المواقع الشرطية كافة، وتعزيزها بمجموعات قتالية مسلحة آلياً». وأنهى ضباط في الجيش المصري تدريباً في بريطانيا على كشف العبوات الناسفة وإبطالها. وقالت السفارة البريطانية لدى القاهرة في بيان إن 31 ضابطاً في الجيش أنهوا في بريطانيا تدريباً عسكرياً على اكتشاف وإبطال العبوات الناسفة، لافتة إلى أن التدريب عبارة عن «دورة مكثفة استمرت أسبوعين واستندت إلى التدريبات المتطورة في الجيش البريطاني على البحث والاكتشاف وصممت خصوصاً لتلبي حاجات القوات المسلحة المصرية والتحديات التي تواجهها». وأوضحت السفارة أن الضباط تتراوح رتبهم العسكرية ما بين ملازم وعميد. وقالت إنهم «سيقومون بتطوير قدرات الجيش المصري في البحث عن العبوات الناسفة ومكافحتها». وقال السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن: «يواجه الجنود المصريون اليوم في سيناء التهديد الإرهابي للعبوات الناسفة، وهو التهديد نفسه الذي واجهه الجنود البريطانيون في أفغانستان لسنوات عدة. ومن الجيد أن الخبراء البريطانيين والمصريين يتبادلون الآن مهاراتهم وخبراتهم المهنية لهزيمة هذا الخطر المحدق»، مؤكداً أن بلاده «لن تترك مصر تواجه هذا العنف الإجرامي وحدها». وتعد سيناء المسرح الرئيس لعمليات الجيش في مجال تفكيك العبوات الناسفة التي اعتمدت عليها الجماعات المسلحة في الشهور الماضية لاستهداف جنود الجيش والشرطة وآلياتهما، بعدما حدت الإجراءات العسكرية والأمنية الأخيرة في سيناء من قدرة تلك المجموعات المسلحة على شن هجمات مباشرة. وحذرت جماعة «ولاية سيناء» المحسوبة على تنظيم «داعش» في بيان وزعته قبل أيام على أهالي مدينة الشيخ زويد، من السير في طرق صحراوية فرعية بالسيارات أو الجرارات الزراعية من دون التنسيق مع مسلحي التنظيم، خشية انفجار ألغام أرضية زرعوها لاستهداف الجنود. ويفخخ الجيش المناطق الممنوع الاقتراب منها في محيط المكامن العسكرية والأمنية الرئيسة في شمال سيناء، لضمان إفشال أي هجوم يستهدفها بسيارات مُفخخة.