جلس مسؤولون من برلماني ليبيا المتنافسين إلى الطاولة ذاتها للمرة الأولى اليوم (الأحد)، في أحدث جولات محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة في المغرب، ويقول وسطاء إنها خطوة مهمة على طريق تشكيل حكومة وحدة. وتجرى جولة جديدة من المباحثات بين الجهتين المتحاربتين في مدينة الصخيرات الساحلية في المغرب منذ أول من أمس، في مسعى لإنهاء نزاع يهدد هذا البلد المصدر للنفط بالتفتت. ويحاول الفريقان المتفاوضان الاتفاق على تعديلات، بعد نحو ثلاثة أسابيع من استلام مسودة نهائية من المبعوث الأممي برناردينو ليون، بينما يواصل المتطرفون القتال على الأرض، بحثاً عن نصر عسكري. وقال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في ليبيا سمير غطاس، إن «هذه بالتأكيد خطوة مهمة. إننا نعمل على النص الذي يوفق بين ملاحظات الطرفين». ويدعو مقترح الأممالمتحدة إلى تشكيل «حكومة توافق وطني»، تعمل لسنة واحدة، فيها مجلس وزراء برئيس ونائبين وبصلاحيات تنفيذية. وسيكون مجلس النواب هو الكيان التشريعي، لكن الاتفاق ينص أيضاً على إنشاء «مجلس دولة»، يضم 120 عضواً، من بينهم 90 من أعضاء برلمان طرابلس. ويضم المقترح كذلك بنوداً لوقف إطلاق النار، ونزع سلاح المجموعات المسلحة، وانسحابها من المنشآت النفطية والمدن. ووافق الطرفان من حيث المبدأ على المسودة، إلا أن نقاط مختلف عليها تتعلق بسلطة المجلس النيابي الثاني وشرعية مجلس النواب ومن يسيطر على قيادة القوات المسلحة، تهدد بعرقلة الاتفاق. وتشعر البلدان الأوروبية بالقلق، بعد أربع سنوات من الإطاحة بحكم معمر القذافي، من تحول ليبيا إلى ملاذ آمن للمتطرفين، ومن بينهم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). ومع استمرار العنف في البلاد، قتل اليوم 12 جندياً من «الجيش الوطني الليبي» في اشتباكات مع «كتائب شهداء أبو سالم» ذات الصلة بتنظيم «القاعدة»، بحسب ما أفاد ناطق عسكري.