ها هي أكفنا تمتد الى راحات الأيام تصافحها بإجلال ربما خالطه بعض الحزن أو ربما مازجه شيء من الفرح ، نمد أيدينا للتتشابك مع أصابع زمن يودعنا إلى اللاعودة ونودعه الى حيث لن نلقاه أبداً. نختار كلماتنا بدقه ونحن نوجه خطابنا الأخير في ساعات العام الأخيرة، وربما علينا أن نقف دقيقة صمت نرثي أجمل اللحظات ونهجو قاسي الأيام. رحلت عنا أيها العام الذي لا أدري أحزينً بائساً كنت أم فرحاً خجولاً تستحي أن يستبين منك الزمان فرحاً فيقسو عليك بالحرمان، أيها العام المنصرم كم طويت بين صفحاتك أسماء ودعتك قبل أن تنتهي واستعجلت الفراق. أيها العام كم فرّقت أحباباً وباعدت بين أصحاب، وكم سلمت قلوباً حائرة لتلقيها بين أحضان العام الجديد عله يستطيع أن يفعل ما لم تفعله أنت. باسم الله بدأنا استقبال عامنا الجديد مودعين بين يديه آمالنا وأحلامنا ومعلقين عليه أمنياتنا، فهل لك أيها العام الجديد أن تمد أياديك الخضراء الى مقفر أيامنا لتزهو بك؟ وهل لك يا عامنا أن تنبت قمحاً وسنابل نعجنها نحن خبزاً بالحب لنطعم به أطفالاً جوعى عبثت بهم أيادي السنين حتى كادوا لا يُرى منهم سوى هياكل هي أجسامهم وجماجم هي رؤوسهم. يا عامنا أسألك بالله أن تنظر بعين الرحمة إلى أحباب شربوا الفراق كؤوساً مُرة واشتاقوا للقاء فهل لك يا عام أن تمد بين الأحباب جسراً تصل به بينهم؟؟ قف يا عام ولتستقبل بإجلال وديعة العام المنصرم من بقايا أناتنا وأحزاننا وأنقاض أفراحنا وجزيل أحلامنا وموفور أمنياتنا. ولنقف نحن منصتين لصوت زماننا يعزف لحن التحية بقدوم الضيف الكريم الذي سنبدأ (أو ربما سَنُنهي) به فصلاً آخر من فصول هذه الحياة.