تنطلق المرحلة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي اليوم (السبت) بشكل مغاير عن المرحلتين السابقتين، اللتين استمرت كل واحدة منهما خمسة أعوام، من خلال آلية جديدة توفر الوظيفة للمبتعثين. وتتضمن المرحلة الثالثة مشروع «وظيفتك بعثتك»، التي عمدت فيه وزارة التعليم إلى ربط الوظيفة بالتخصص الدراسي، ما يعني اطمئنان المبتعث في دراسته وتهيئته نفسياً للمجال الوظيفي الذي اختاره، إضافة إلى اختصار المسافة نحو التخصصات النادرة والقضاء على ازدواجية التخصصات التي تتوافر في الجامعات السعودية. وبادرت وزارة التعليم بتحديد المسارات الوظيفية والتخصصات الفعلية التي تحتاجها سوق العمل، بتوقيع شراكات واتفاقات مع 13 وزارة وجهة حكومية، بهدف تحديد حاجات هذه الجهات من الكوادر البشرية والتخصصات المطلوبة. وجاءت تلك الشراكات قبيل بدء العد التنازلي لفتح باب التقديم على المرحلة الثالثة من الابتعاث لترشيح أكثر من 42 ألف مرشح، سيتم ضخهم لسوق العمل بعد ابتعاثهم وسيشكلون مساهمة كبيرة في خطط التنمية المستقبلية للوطن، التي تسير نحو توطين السعوديين في التخصصات النادرة عبر تأهيلهم والاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. وأكدت مصادر مطلعة في وزارة التعليم أن مشروع «وظيفتك وبعثتك» سيسهم في تحفيز الجهات والمؤسسات الحكومية نحو تطوير كوادرها واستقطاب المؤهلين من برامج الابتعاث، ما يساعد في تسريع عجلة التنمية الحكومية، إضافة إلى أنه سيكون دافعاً للمبتعث نحو الاطمئنان على عدم تأخر وظيفته. يذكر أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي انطلق عام 1426، واستهدفت مرحلتاه الأولى والثانية ابتعاث خريجي وخريجات المرحلة الثانوية والحاصلين على شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، واستفاد منه نحو 120 ألف طالب وطالبة متوزعين في دول عدة، ويدرسون في أرقى الجامعات العالمية. وكان وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أعلن في نيسان (أبريل) الماضي، أن برنامج الابتعاث انتهى من مرحلته الثانية، ويستعد للدخول إلى المرحلة الثالثة، مؤكداً أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لم ولن يتوقف، وأن انضمام الدارسين على حسابهم الخاص للبرنامج سيستمر وفق الأطر التي تناسب المملكة. وأشار الدخيّل إلى أن التركيز في المرحلة المقبلة لن يكون على التخصصات العلمية مثل الطب والهندسة والتقنية، مشدداً على ضرورة أن تكون تخصصات المبتعثين تسير وفق خطط التنمية، وأن يكون المبتعثون في جامعات جيدة.