رفضت الرباط ودانت بشدّة، اتهامات وجّهتها إليها وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، القريبة من الحرس الثوري، التي وصفت التوجهات المغربية بأنها «أسيرة سياسة صهيونية». وأكد وزير الاتصال (الإعلام) المغربي، الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي، أن بلاده ترفض بشدة أي إساءة توجَّه إليها، معتبراً هذا السلوك «مرفوضاً ومداناً وغير مقبول» كيفما كان مصدره وخلفياته. وقال الخلفي إن «المغرب بلد حر، لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومستقل ويمارس سيادته وفق مقتضيات دستورية»، من دون أن يدخل في تفاصيل الاتهامات الإيرانية، لكنه أشار إلى أن الحكومة تدرس هذه التطورات و»القضايا المرتبطة بها». وجاء تقرير وكالة فارس الذي خصّ المغرب بمزيد من الانتقاد، بمزاعم ارتباطه بمجموعات ضغط إسرائيلية، وذلك عقب استقبال الملك المغربي محمد السادس، السفير الإيراني الجديد لدى الرباط محمد تقي مؤيد، الذي قدّم له أوراق اعتماده، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كان في إيران جناح يناهض تطبيع العلاقات بين إيران والمغرب، بعد قطيعة دامت 5 سنوات تقريباً. وتعوّل أوساط مغربية على رد فعل السلطات الإيرانية على الحادث، الذي أعاد علاقات البلدين المشوبة أساساً بالحذر إلى نقطة الصفر. وكان المغرب سحب سفيره من طهران وعلّق ارتباطاته الديبلوماسية معها، احتجاجاً على تصريحات عكست أطماعاً إيرانية في مملكة البحرين، الأمر الذي اعتبرته الرباط انتهاكاً للأعراف الدولية وتهديداً لوحدة البحرين وسيادتها. إلا أن الأزمة انفجرت بعد دعوة السلطات الإيرانية السفير المغربي في طهران، لتوضيح موقف بلاده. ورأى المغرب أن تخصيصه وحده بهذا الاستفسار غير الديبلوماسي، يشكّل استفزازاً. كما انشغل المغرب بوقف «نشاطات شيعية»، اتّهم السفارة الإيرانية في الرباط بالقيام بها لاستمالة نشطاء إسلاميين، بخاصة إثر تفكيك خلية إرهابية، تردّد أن بعض أفرادها تلقوا تدريبات شبه عسكرية على استخدام الأسلحة في معسكرات تابعة ل «حزب الله» في جنوبلبنان. وبدأت شكوك تحوم حول تصدير الثورة الإيرانية إلى أبعد نقطة في غرب العالم العربي والإسلامي منذ ثمانينات القرن الماضي، إذ اتهم الملك الراحل الحسن الثاني، سلطات إيران بالتورّط في محاولات تصدير الثورة واستقطاب عناصر من تنظيمات شبابية إسلامية. إلا أن هذه المساعي فشلت بسبب غياب بيئة حاضنة. ويسود اعتقاد أن طهران لا تنظر بارتياح إلى مواقف الرباط، عبر تحالفاتها الإقليمية والدولية، ومشاركتها في الحرب على الإرهاب ودعم الشرعية في اليمن.