شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن المجتمع السعودي يتميز بالتكافل والتراحم والانتماء، مؤكداً أن الله أنعم على بلادنا بنعمة الأمن والأمان والاستقرار، «وهو ما حرصت عليه دولتكم منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، الذي أرسى مبادئ راسخة وقيماً خيرة منطلقاً من الكتاب والسنة، وهو ما سار عليه أبناؤه من بعده». وقال خادم الحرمين الشريفين، في كلمة له خلال رعايته حفلة وضع حجر الأساس لمشروع «خير مكة» الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين، في جدة مساء أول من أمس (الأربعاء): «إن جمعية الأطفال المعوقين، أضافت لبنة إلى البناء الشامخ في مجال جهود الدولة في رعاية الأطفال المعوقين، وأن أفراد المجتمع دون تمييز أسهموا إلى جانب الدولة في دعم هذا المشروع ومساعدته». وأضاف: «سعدت بالاطلاع على ما تم إنجازه في هذه الجمعية، التي تمثل واحدةً من أبرز مؤسسات العمل الخيريّ في بلادنا، وأود أن أسجل شكري لكل من أسهم في دعم مسيرتها، وساند استمرارها، ونموها». إلى ذلك، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين الأمير سلطان بن سلمان، في كلمة له بهذه المناسبة: «خادم الحرمين، في هذه الأيام الطيبة المباركة، وفي هذه المناسبة الخيرة، نتذكر بكل العرفان والإجلال أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إنشاء هذه الجمعية ودعم مسيرتها، من ملوك وقيادات الدولة والمواطنين المخلصين، وأبتهل إلى الله العلي القدير أن يثيبهم خيراً على ما قدموه لهذه الجمعية، والعمل الخيري. أما أنا فأدين بعد الله لمقامكم ضمن ما أدين به، بتوصيتكم لي بالترشح لمجلس إدارة الجمعية قبل 26 عاماً، فمنذ ذلك التاريخ، وأنا أفخر بالعمل مع مواطنين يعدون نماذج تحتذى في الوطنية والبذل والعطاء، وهم من قام حقاً بتحقيق الإنجازات لهذه المؤسسة الخيرية». وأضاف: «اسمحوا لي باسم عشرات الآلاف من الأسر التي استفاد أطفالها من برامج الجمعية أن أرفع لمقامكم، وإلى هذه النخبة الطيبة، والكثيرين من الذين دعموا الجمعية وافر التقدير وعظيم الامتنان»، موضحاً أن هذه المناسبة التي نحتفي فيها بإطلاق مشروع (خير مكة) الاستثماري الخيري، نعلن بدء الأعمال الإنشائية في مشروع تصل كلفته نحو 300 مليون ريال، ووصلت التبرعات حتى الآن إلى 170 مليون ريال». وقال: «يشرفني ويسعدني في هذه الليلة أن أعلن توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتقديم مساهمته لهذا المشروع الرائد بمبلغ 50 مليون ريال، ويعكس ذلك دور مؤسسات العمل الخيري في بلادنا، من منهجية علمية رصينة، وانتشار واسع في أرجاء الوطن، وتواكب ما تطبقه بلادنا من رؤية تنموية طموحة، تستهدف خير الإنسان في المقام الأول في المملكة وفي خارجها». وأشار إلى أن المشروع يضم في مرحلته الأساسية الأولى خمسة أبراج بارتفاع 12 إلى 16 دوراً، هي: برج الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، الذي قدم لأوقاف هذه الجمعية ما يساعد على إنشاء هذا البرج إن شاء الله، وبرج الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يقدم عرفاناً وتقديراً لكم في وضع البذرة الأولى لهذه الجمعية على مدى ال 30 عاماً الماضية بحق قولاً وعملاً، وبرج جائزة القرآن الكريم للأطفال المعوقين التي أكرمنا الله سبحانه بإنشائها قبل 20 عاماً، ويستمر اليوم ولله الحمد جائزة رائدة على مستوى الخليج، وقريباً إن شاء الله على مستوى العالم العربي والإسلامي، وبرج عملاء شركة الاتصالات السعودية، وبرج عملاء شركة بنده، وهما الشريكان الأساسيان اللذان يقومان بجمع التبرعات لهذه الأعمال عن طريق برامج شركة الاتصالات السعودية (5050 SMS) وبرنامج (دع الباقي لهم) في شركة بنده، وأنا أشكر لهاتين الشركتين والشركات الأخرى المميزة، المساندة في بلادنا التي تعمل يومياً على رد الجميل لهذا البلد الذي جعل منها شركات رائدة ورابحة إن شاء الله». نص كلمة الملك سلمان بن عبدالعزيز: «بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين. الإخوة الأفاضل. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: نحمد الله سبحانه وتعالى على ما أنعم به على بلادنا من نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وهو ما حرصت عليه دولتكم منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله الذي أرسى مبادئ راسخة وقيماً خيرة منطلقاً من الكتاب والسنة، وهو ما سار عليه أبناؤه من بعده. ولعلي أستذكر في هذه الليلة مناسبة رعايتي افتتاح دار جمعية الأطفال المعوقين ومشروعها الأول في الرياض عام 1407 ه، نيابةً عن أخي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله وأشرت حينذاك إلى أن هذه الدار أضافت لبنة إلى البناء الشامخ في مجال جهود الدولة في رعاية الأطفال المعوقين، وأن أفراد المجتمع دون تمييز أسهموا إلى جانب الدولة في دعم هذا المشروع ومساعدته، ولقد عملت الجمعية على مدى نحو ثلاثين عاماً بمبادئ التكافل، والتراحم، والانتماء، التي يتميز بها المجتمع السعودي ولله الحمد والمنة. أيها الإخوة الأفاضل: لقد سعدت بالاطلاع على ما تم إنجازه في هذه الجمعية، التي تمثل واحدةً من أبرز مؤسسات العمل الخيريّ في بلادنا، وأود أن أسجل شكري لكل من أسهم في دعم مسيرتها، وساند استمرارها، ونموها، وبخاصة في هذا المشروع الاستثماري الخيري «خير مكة»، الذي ينطلق من بلد الخير أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة شرفها الله ويمثل تطوراً ملموساً في نهج المؤسسات الخيرية. متمنياً للجميع التوفيق والسداد، وهذه الدولة دائماً والحمد لله متعاونين على البر والتقوى، وهذا ما هو عليه هذا الشعب ودولته والحمد لله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ... ويرعى حفلة تسليم «جائزة نايف العالمية للسنّة النبوية» يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في النصف الأول من شهر رمضان المبارك، حفلة تسليم جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز التقديرية، ومسابقة الأمير نايف بن عبدالعزيز لحفظ الحديث النبوي، التي تنظمها الأمانة العامة للجائزة بالمدينة المنورة. وأوضح مستشار وزير الداخلية عضو الهيئة العليا للجائزة أمينها العام الدكتور ساعد الحارثي، أن ما حققته الجائزة للسنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة كان بفضل الله وتوفيقه أولاً، ثم بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لهذه الجائزة التي أسسها الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، وتجسيداً لاهتمام وحرص المملكة للعناية بكل ما من شأنه خدمة مصدري التشريع، كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتكريم العلماء والباحثين في مجالي السنّة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة.