قُتل 17 متمرداً حوثياً وثمانية جنود يمنيين خلال معارك عنيفة دارت من أجل السيطرة على مدينة صعدة القديمة في شمال اليمن، وفقاً لمصادر أمنية يمنية قالت ل«الحياة» أن الاشتباكات التي شهدتها أحياء المدينة في أعقاب اقتحام نفذته القوات اليمنية تحت غطاء من القصف المدفعي، كانت مباشرة وعنيفة. جاء ذلك في وقت أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية تلقي دول المجلس دعوة يمنية لعقد اجتماع مشترك لوزراء خارجية الدول الست ونظيرهم اليمني، لافتاً إلى أن صنعاء اقترحت نهاية شباط (فبراير) أو منتصف آذار (مارس) المقبل موعداً للإجتماع. وقال العطية في تصريحات الى «الحياة» و "وكالة الأنباء القطرية" إن الاجتماع يهدف الى مراجعة مشاريع التزمت دول المجلس تنفيذها، وسيبحث في التقدم الذي أُحرز لازالة العراقيل في هذا الشأن. وشدد على أن دول المجلس تدعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وتدعو أيضاً الى حل الأزمة اليمينة بالحوار بين أبناء هذا البلد. وفي واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لا ينوي ارسال قوات أميركية إلى اليمن أو الصومال. ودعا أوباما إلى تعاون دولي لمواجهة المتشددين في اليمن حيث اعتبر الاميرال مايكل مولن أيضاً ارسال قوات اميركية الى هذا البلد «غير وارد». وقال الرئيس الأميركي في مقابلة تنشرها مجلة «بيبول» الجمعة المقبل، ونشرت مقتطفات منها الاحد: «لا أستبعد أبداً أي احتمال في هذا العالم المعقد (...) في دول مثل اليمن، في دول مثل الصومال، أعتقد بأن العمل مع شركاء دوليين يشكل حتى اشعار آخر الحل الأكثر فاعلية». وأضاف أن «لا نية لدي البتة بارسال قوات الى هذه المناطق». واعتبر الرئيس الأميركي أن المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان «لا تزال معقل تنظيم القاعدة»، إلا أنه اعترف بأن وجود مجموعات تابعة لشبكة تنظيم أسامة بن لادن في اليمن بات يشكل «مشكلة أكثر خطورة». ورحب قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس بنية صنعاء القضاء بنفسها على المتشددين. وقال بترايوس لشبكة «سي أن أن» بعد عودته من زيارة الى اليمن أجرى خلالها محادثات مع الرئيس علي عبدالله صالح: «لطالما رغبنا في أن تعالج الدولة المعنية مشكلتها بنفسها. نريد أن نساعد. ونقدم المساعدة». وأضاف أن بلاده أعدت خططاً لزيادة مساعداتها الى اليمن عام 2010 الى 150 مليون دولار، أي بزيادة تفوق ضعفي المساعدات التي قدمتها عام 2009 والتي قدرت ب70 مليون دولار. وفي هذا السياق، اعتبر الشيخ اليمني عبدالمجيد الزنداني الذي تتهمه واشنطن بدعم «الارهاب» أن أي تدخل أميركي مباشر في اليمن سيكون «إحتلالاً واستعماراً»، مؤكداً رفضه «الاحتلال العسكري لبلادنا ولا نقبل عودة الاستعمار مرة ثانية». وأبدى الزنداني معارضته في شدة للمؤتمر الدولي حول اليمن المقرر عقده في لندن في 28 كانون الثاني (يناير) الجاري، وقال إن الداعين للمؤتمر «يرون أن الحكومة اليمنية فاشلة». ودعا «أبناء اليمن إلى أن ينتبهوا حكاماً ومحكومين قبل أن تفرض عليهم الوصاية». ونفى الداعية اليمني أي علاقة لجامعة الإيمان التي يرأسها بالنيجيري عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية فوق مطار ديترويت، مشيراً الى أنه لم يدرس فيها أبداً. وكان وزير الخارجية غيدو فيسترفيلله قام بزيارة غير مقررة إلى اليمن في ختام جولته الخليجية، تناولت مصير العائلة الالمانية المخطوفة في اليمن (زوج وزوجة وثلاثة أطفال). وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية شتيفان بريدول ل«الحياة» إن القصد من زيارة صنعاء والاجتماع مع الرئيس اليمني عبد الله صالح «إرسال إشارة من شقين: الأول لفت الانتباه، والثاني تأكيد الدعم للحكومة اليمنية». ونقل عن فيسترفيلله تأكيده أن الرئيس صالح أبلغه ب «وصول معلومات جديدة إليه قبل ساعتين من لقائهما، تفيد بتعرّف السلطات المختصة على مكان مواطنينا الخمسة المخطوفين».