طور «داعش» أساليبه في تنفيذ عمليات القتل. هذا ما أظهره شريط فيديو يصور إعدام 16 شخصاً في الموصل، بطرق أشد قساوة وبشاعة من الماضي. وتهمة القتلى أنهم «جواسيس» للحكومة وللأميركيين. وحض المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني أنصاره على «تصعيد الهجمات على الصليبيين والشيعة ومرتدي المسلمين في شهر رمضان». (للمزيد) من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية قتل قيادي تونسي في «داعش» يدعى طارق بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي، في قصف جوي. ومعروف أن الحرزي أحد المتهمين في هجوم بنغازي (شرق ليبيا) الذي قتل خلاله السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة ديبلوماسيين آخرين، إضافة إلى مشاركته في اغتيال المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد، في شباط (فبراير) 2013، على ما تفيد وزارة الداخلية التونسية. ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط وزعته «ولاية نينوى» التابعة ل «داعش»، يعرض من اتهمهم بأنهم «جواسيس» تعاونوا مع القوات العراقية وقدم إليها إحداثيات عن مواقعه تعرضت بعد ذلك للقصف الجوي. وبعد عرض مشاهد لما قال انها آثار القصف والضحايا، يسمع أحدهم يحمل مسؤولية قتل هؤلاء الى «نفوس دنيئة دنية ارتضت الذل والهوان وباعت روحها للشيطان لتكون اداة طيعة بيد اعداء الدين في الحرب على المسلمين». بعد ذلك، يبدأ الشريط المقسم الى ثلاثة أجزاء بعرض ثلاث مجموعات من «الجواسيس» تم اعدام كل مجموعة بطريقة مختلفة. واقتاد عناصر من التنظيم المجموعة الأولى المكونة من أربعة أشخاص مقيدي اليدين والرجلين، الى داخل سيارة قبل ان يقفلوا أبوابها. وأطلق عنصر ملثم قذيفة صاروخية باتجاه السيارة التي احترقت بفعل الانفجار، بينما صورت الكاميرا لقطات من بعيد للأربعة وهم يحترقون داخلها. أما الجزء الثاني فأظهر عنصراً ملثماً يقتاد خمسة أشخاص الى داخل قفص من الحديد، ويغلقه عليهم. وترفع رافعة القفص وتغرقه في ما يبدو انها بركة سباحة. وجهز القفص بكاميرتين صورتا معاناة الخمسة تحت الماء، قبل أن يرفع مجدداً وتبدو فيه خمس جثث. اما المجموعة الثالثة فكان افرادها السبعة جاثمين على ركبهم جنباً الى جنب في ما يبدو انه سهل، قبل ان يلف عنصر ملثم حبلاً ازرق مفخخاً حول رقبة كل منهم. وأظهر التسجيل الحبل ينفجر، ما ادى الى انفصال الرؤوس عن الأجساد وتصاعد غبار كثيف. ولم يحدد الشريط الأمكنة التي نفذت فيها الإعدامات. من جهة أخرى، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل ستيف وارن في بيان، قتل القيادي في «داعش» طارق بن الطاهر بن الفالح العوني الحرزي، وكان يؤدي دوراً بارزاً في تجنيد جهاديين من دول شمال إفريقيا وإرسالهم الى القتال في صفوف التنظيم في سورية والعراق. ويعتقد بأن له دوراً في الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في أيلول (سبتمبر) 2012 وأسفر عن قتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. ويُعرف الحرزي لدى المتابعين في تونس بأنه من بين المتهمين بالضلوع في قتل السفير والديبلوماسيين الأميركيين. وتفيد تقارير إعلامية بأنه أحد التونسيين الذين تم احتجازهم في تركيا في أوائل تشرين الأول (أكتوبر) 2012 قبل أن يتم ترحيله إلى بلاده، حيث أودع السجن بعد إدانته بالضلوع في هجمات بنغازي. وأفرج عنه بعد شهرين ليشارك في اغتيال المعارض السياسي البارز شكري بلعيد ثم يفر إلى ليبيا، ويلتحق ب «داعش».