تستقبل المدن والبلدات والقرى الفلسطينية شهر رمضان الفضيل بحبال الزينة والإضاءة الملونة التي تزين الأسواق وتكسو واجهات المحال التجارية، في الوقت الذي تتجه فيه محال بيع الحلويات إلى صناعة القطايف؛ الحلوى الرئيسة في بلاد الشام، التي يتناولها الصائمون بعد الإفطار. عاهد أبو غزالة الذي يعمل على صب عجينة القطايف في محل للحلويات بنابلس، يقول ل«وكالة الأنباء العمانية» إن القطايف من الحلويات التي ترتبط بشهر رمضان الفضيل، يبدأ التحضير لها قبل حلوله بأسبوعين، إذ يتم تحضير الأفران والأدوات المستخدمة في صناعتها، وتتنافس محال الحلويات لاجتذاب الزبائن الذين لا تكتمل أمسياتهم الرمضانية إلا بتناول القطايف بعد الإفطار. ويوضح أبوغزالة أن عجينة القطايف تتكون من دقيق وسميد وخميرة، إضافة إلى ماء الزهر، ويتم صبها على بلاطة خاصة فوق الفرن الخاص بالقطايف، وعندما تبدأ العجينة بالتماسك يتم جمعها على شكل أقراص من فوق البلاطة، وتُصنَع بأحجام متعددة، فمنها الكبير، ومنها المتوسط، ومنها الصغير جداً الذي يسمّى «العصافيري». ويتهافت الفلسطينيون على محال بيع القطايف لشراء عجينة هذه الحلوى الرمضانية، إذ يتم حشوها بالبيوت إما بالجبن المحلّى أو باللوز والجوز والفستق المضاف إليه السكّر والقرفة، أو بالقشطة. وبعد إضافة الزبدة أو السمن إلى عجينة القطايف توضَع في الفرن، وهناك من يفضّلها مقليّة بالزيت قبل أن توضع بالقَطر (محلول السكر المغلي). وتتسم القطايف بسهولة صنعها وسرعة تجهيزها وقلّة كلفة تحضيرها، وهي تمد الصائم بمواد غذائية قد يفقدها خلال صيامه، مثل الدهون، والدهون المشبعة، والكربوهيدرات، والبروتينات، والسعرات الحرارية، وجميعها مواد ضرورية للصائم لأنها تمكّنه من تحمّل الصيام لساعات طويلة. ومن المعروف أن حلوى القطايف انتشرت في بلاد الشام ومصر منذ زمن بعيد، ويقال إن أول من أكل القطايف هو الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك سنة 98 هجرية، وهناك من يرجح أنها تعود إلى الفترة العباسية، كما يعتقد بعضهم أن أصل القطايف يعود إلى زمن الفاطميين، حيث ابتكر أحد صناع الحلويات عجينة محشوة بالمكسرات ووضعها في صحن كبير، وبدأ ضيوفه بقطفها من الصحن، ولهذا سُمّيت «القطايف».