الكلمة ليست نوراً على الدوام... وليست ناراً في المطلق... إنها خليط ومزيج بين النور وبين النار... تشبه إلى حد كبير... فضيلة الإنسان... ومعصيته... نادين البدير... الاثنان معاً. نادين... قدّمي نفسك لكل من لا يعرفك؟ - أنا إعلامية وكاتبة سعودية، مقدمة برنامج «مساواة» على قناة «الحرة»، حاصلة على ماجستير إدارة أعمال من جامعة الملك عبدالعزيز في جدة. كتاباتك معبأة بالغضب على المجتمع على الرجل على المرأة... هل تكتبين تحت ضغط نفسي ما؟ - أكتب حين أشعر بأن روحي هي التي تريد أن تكتب لا يدي فقط، الكتابة هي طريقتي للتأثير في المحيط من حولي، كل شخص منا يجب أن يؤثر في بيئته... هكذا تتقدم المجتمعات. مقالك «أنا وأزواجي الأربعة» ماذا كنت تقصدين به صراحة؟ - أردت فقط أن أعرف ما رأي الرجل إن فكرت امرأته بالزواج عليه، هل سيسكت ويحتسب أمره عند الله مثلما تفعل الزوجات، أم سيثور ويغلي... المقال أدى لفعل أكثر من الثوران وأعلى من الغليان... أتمتع اليوم بالغضب الذي يحيط بي... إنه انتصار نسائي بحد ذاته. مجرد تساؤل طرحته على المجتمع: ماذا تفعل المرأة إن أصابها الملل من زوجها، الرجل يمل عادة ويكون من حقه أن يعدد من دون أن يخرب البيت، فماذا تفعل المرأة من دون أن تخرب بيتها؟ وأجبت ساخرة أن الحل واحد من اثنين إما التعدد لنا نحن أيضاً وإما رسم خريطة جديدة للزواج. لكن هذا يتعارض مع شريعتنا؟ - طرحتها كسؤال ساخر وليس كرغبة، هنا الفرق. مقالك التالي كان بعنوان «بعدما ذقتم طعم العلقم» من هم الذين ذاقوه... وماذا تقصدين بالعلقم؟ - الذين ذاقوه هم كل من تهجم وثار لأجل ذاك المقال، دفاعاً عن مركزه السادي بكل الطرق... العلقم هو ما أثارهم ويعرفونه جيداً. أفكارك تتشابه إلى حد كبير وأفكار كتاب «المرأة والجنس» لنوال السعداوي... ما مدى تأثرك به؟ - بالفعل تأثرت به، وهو أول كتاب أقرأه يتعلق بحقوق المرأة، قرأته وعمري آنذاك اثني عشر عاماً، اختلسته خفية من مكتبة أمي، ثم أعدت قراءته في عمر الثامنة عشرة، بعدها لم أعد أقبل بأن يمارس بحقي أي خطأ. آخر كتاب قرأته نادين؟ - الشيطان والعرش لفاضل الربيعي. تزعمين الإيمان وعناوينك توحي بالتحرر من الالتزام... أريد أن أفهم هذه المفارقة؟ - الإيمان ليس كراهية وليس باللعنات ولا بالتكفير، ليس معركة تعلنها على من يخالفك، هكذا وسيلة يبتعد الناس بها عن الله ولا يقتربون منه. نادين المثقفة الإعلامية مقدمة البرامج المعروفة... أين ظلم المجتمع الذي منحك كل هذه الفرص؟ - أنا كاتبة في صحف عربية خارج وطني وأعمل بقناة أميركية خارج وطني أيضاً، لكنني مرتبطة بوطني ارتباطاً وثيقاً جداً، وأكتب من أجله، وأول ما فكرت ببرنامجي كان لأجله أيضاً. تعيشين حرية... بشكل مطلق أم بشكل مقنن؟ - هل تطمئن ويطمئن الناس إن أخبرتك أنها مقننة؟ أنا فقط أسأل؟ - لن أقنن حريتي بالطريقة المتعارف عليها وإلا سأكون عدت من حيث بدأت. أحد الكتاب قال لكي نفهم مشكلة نادين البدير علينا البحث في ماضيها... ماذا تقولين؟ - مسكين... ليس لدي وقت لأرد عليه. ما الرسالة التي تسعى نادين إجمالاً لإيصالها؟ - من حقنا جميعاً أن نختار الحياة التي نريدها.