تأسيس فريق أميركي لسباقات فورمولا واحد ينخرط في سباقات موسم 2010، خطوة تسويقية – استثمارية بالدرجة الأولى في إطار المعالجات الإنقاذية لصناعة السيارات في الولاياتالمتحدة، وإن كان طرح الخطوط العريضة لآفاق هذا «الحلم» لم يتطرّق الى الغاية التجارية الصرفة والآمال المعقودة على تنشيط السوق، وانتشالها من ركود لم يتوقع أحد أن يبلغ هذه الدرجة من الانحدار. عموماً لا يخوض فريق أو سائق البطولة تحت الألوان الأميركية منذ عام 2007، لكن منذ نحو شهرين بدأت تتبلور صورة جلية لحظيرة أميركية تحمل اسم «يو أس أف 1»، واتخذت من شارلوت (شمال كاليفورنيا) قاعدة لها في أواخر شباط (فبراير) الماضي. ومحور هذا التحرّك هو الأميركي كين أندرسون، المدير التقني السابق في فرق ليجيه وأونيكس للفورمولا واحد، وبنسكي وأ.ج. فلويت وتشيب غاناسي ريسينغ في الولاياتالمتحدة، وبيتر وندسور مسؤول العلاقات العامة في فريق وليامس أواخر ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يتحوّل الى تقديم البرامج التلفزيونية الخاصة بسباقات الفئة الأولى. وعلى رغم أن الرياضة عموماً ومنها سباقات فورمولا واحد الباهظة التكاليف تأثرّت جداً بتداعيات الأزمة المالية العالمية، يأمل القائمون على المشروع بأن يجدوا التمويل الكافي وإن بأرقام متواضعة في المرحلة الأولى. وعلى حدّ تعبير وندسور «الأفضل التوسع تدريجاً بدلاً من الانطلاق بموازنة تتخطى ال300 مليون دولار، ثم نُجبر على تقليصها الى ما دون المئة مليون». ويلفت اندرسون الى أن خيار شارلوت قاعدة للحظيرة الجديدة «في موقعه المناسب، وإن كان بعيداً عن مواقع العمليات لبقية الفرق المتمركزة في أوروبا. فغالبية عناصر التكنولوجيا المستخدمة ستكون أميركية ما يؤمن توفيراً ملحوظاً في النفقات، كما أن أكثر من نصف الجوائز الكبرى لبطولة العالم أضحت خارج الولاياتالمتحدة». ويُجري اندرسون ووندسور مفاوضات جدية مع مختلف فرق الفورمولا واحد للحصول على محرّك مناسب، وسيتجهان مستقبلاً ليكون الفريق أميركياً «مئة في المئة». وفي هذا الإطار يعقدان العزم على التعاقد مع سائقين «مواطنين» بدءاً من موسم 2011، بعد أن تكون مؤشرات بطولة 2010 ونتائجها رسمت لهما صورة جلية عن أحوال السائقين. وتتطلع مواهب أميركية كثيرة للجلوس خلف مقود السيارة الجديدة، علماً أن سكوت سبيد سائق فريق تورو روسو «أوروبا 2007» اتجه الى سباقات «نسكار». ومن بين الأسماء المرشحة لدور مستقبلي، ماركو أندريتي حفيد ماريو بطل العالم للفورمولا واحد عام 1978، ونجل مايكل سائق ماكلارين عام 1993 الذي يخوض حالياً سلسلة سباقات «اندي»، وغراهام رحال نجل النجم بوبي الفائز ثلاث مرات ببطولة الكارت، وسباق إنديانابوليس (500 ميل). والبطلان متحدران من أصول لبنانية، وشارك غراهام الموسم الماضي ضمن الفريق اللبناني في بطولة «أي وان غران بري». كما ورد اسم الأميركية دانيكا باتريك (26 سنة) ضمن لائحة السائقين المرشحين، التي باتت في 20 نيسان (أبريل) الماضي أول سائقة تنتزع الفوز في أحد سباقات «اندي كار»، خارقة بذلك حصاراً مطبقاً فرضه «الجنس الخشن» في هذا المضمار الرجولي.