وسط أجواء مشحونة بعد حادثة الاعتداء على منتخب توغو ومقتل 4 من أفرد البعثة، تتواصل اليوم (الاثنين) منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، والتي تستضيفها أنغولا حتى 31 الجاري. ويلتقي من المجموعة الأولى الجزائر وماولاي، في حين يلتقي في المجموعة الثانية كوت ديفوار مع بوركينا فاسو، فيما تحوم الشكوك حول إقامة مباراة غانا مع توغو في المجموعة ذاتها، بعدما تضاربت الأنباء حول قرار الأخيرة الانسحاب من البطولة. ويأمل المنتخب الجزائري «محاربو الصحراء» المنتعش بالتأهل لكأس العالم، أن يؤكد صحوته على الصعيد القاري، بتحقيق الفوز على مالاوي للمنافسة على تذكرة الدور الثاني، خصوصاً أنه سيجد منافسة شرسة من أنغولا ومالي طرفي مباراة الافتتاح أمس. وترجح الخبرة والتاريخ كفة المنتخب الجزائري، الذي شارك في كأس الأمم الأفريقية 13 مرة، وفاز باللقب مرة واحدة عام 1990 عندما نظم البطولة، وكانت الجزائر احتلت المركز الأول في مجموعتها في التصفيات، التي كانت تضم مصر وزامبيا ورواندا، ما أدى أيضاً لبلوغها كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد غياب 24 سنة. ويشرف على تدريب الجزائر المدرب الوطني رابح سعدان، الذي سبق له تولي المسؤولية الفنية في خمس مناسبات قبل هذه البطولة، أبرزها في نهائيات مونديال 1986 في المكسيك، ويتميز سعدان بالمكر والدهاء الشديدين، خصوصاً في ما يتعلق بتصريحاته التي دائماً ما تتميز بالمراوغة، ويبرز في تشكيلة الجزائر لاعب وسط فولسفبورغ الألماني كريم زياني ومهاجم سيينا الإيطالي عبدالقادر غزال ومدافع رينجرز الاسكتلندي مجيد بو قرة. واضطر سعدان للتخلي عن حارس المرمى لوناس قواوي، بسبب إصابته بالتهاب حاد في الزائدة الدودية، واستعان بحارس شباب بلوزداد نسيم أوسرير المدرج اسمه ضمن قائمة البدلاء الخمسة، وبذلك تضم قائمة المنتخب الجزائري للبطولة في حراسة المرمى فوزي الشاوشي ومحمد الأمين ونسيم أوسرير، وللدفاع مجيد بو قرة وعنتر يحيى ورفيق حليش وسليمان راحو ورضا بابوش ونذير بلحاج وسمير زاوي وعبدالقادر لايفو، وللوسط حسين يبدا ويزيد منصوري ومراد مغني وكريم زياني وياسين بزاز وعامر بوعزة وخالد لاموشيه وكريم مطمور وجمال عبدون، وللهجوم رفيق الصايفي وعبدالقادر غزال وعبدالمالك زيايا. من جهته، يأمل منتخب مالاوى الملقب ب«الشعلة» بأن يترك بصمة في البطولة، خصوصاً أنه لم يسبق لها التأهل لكأس الأمم سوى مرة واحدة عام 1984 في كوت ديفوار، ولم يقدم شيئاً يذكر آنذاك، وتأهلت ماولاي للبطولة الحالية بعد أن احتلت المركز الثالث في مجموعتها، التي كانت تضم كلاً من كوت ديفوار وبوركينا فاسو وغينيا. ويدرب مالاوي أبرز لاعب في المنتخب في فترة الثمانينات ويدعى كيناه فيري، وكان مدرباً للمنتخب الأولمبي، وجاء خلفاً للمدرب الإنكليزي ستيفان قسطنطين، الذي فشل في قيادة المنتخب إلى نهائيات غانا 2008، ولا يضم المنتخب المالاوي نجوماً سوى المهاجم شيكوبو ميسويوا، الذي يأمل بلفت الأنظار بمستوى جيد، ولا يطمح المنتخب المالاوي إلا لتحقيق نتائج جيدة، وكان حقق مفاجأة قبل بداية البطولة بأيام بالتعادل مع المنتخب المصري حامل لقب البطولة في مباراة ودية 1-1. وفي سياق متصل، كانت المجموعة الثانية على موعد مع الإثارة قبل انطلاق مبارياتها، إذ تسبب انسحاب منتخب توغو – حال تأكده - في تقلص عدد منتخبات المجموعة إلى 3 فقط، ما يعني اشتعال حدة المنافسة لحجز بطاقتي المجموعة لربع النهائي. وتنطلق مباريات المجموعة اليوم بمواجهة قوية بين كوت ديفوار وبوركينا فاسو. ودخل منتخب كوت ديفوار النسختين الأخيرتين من البطولة وهو المرشح الأول لرفع الكأس، إلا أن المنتخب المصري نجح في إجهاض الحلم في كلا المناسبتين، ليجعل هدف الأفيال الأول في نهائيات أنغولا هو التخلص من «لعنة الفراعنة». ويحمل الجيل الحالي لكوت ديفوار ذكريات حزينة لخسارته نهائي 2006 بالقاهرة حين أهدر هدافه ديدييه دروغبا ركلة ترجيح في النهائي قبل أن يحقق الفراعنة فوزاً عريضا 4-1 في نصف نهائي نسخة 2008 بغانا، لتصبح أنغولا الفرصة التي قد تكون الأخيرة للجيل الحالي من الأفيال لتحقيق اللقب القاري الثاني. ويرى كثيرون أن كوت ديفوار حالياً تملك فريقاً أفضل من المتوج بطلاً للقارة عام 1992 بالسنغال، خصوصاً في ظل وجود إجماع على أن دروغبا (31 عاماً) واحداً من أفضل مهاجمي العالم، بجانب تكامل خطوط الفريق بنجوم يلعبون في أكبر الأندية الأوروبية. وعلى رغم وجود أسماء مثل دروغبا وسالومون كالو (تشلسي الإنكليزي) والأخوين لاعب الوسط يايا توريه (برشلونة الاسباني) والمدافع كولو توريه (مانشستر سيتي الإنكليزي) إلا أن حراسة المرمى تبدو المشكلة الأبرز للأفيال منذ اعتزال جان جاك تيزيه عقب مونديال 2006. ويعول المدرب البوسني وحيد خليلوجيتش على حارس لوكيرن البلجيكي أبوبكر باري الذي بدأ يعيد ثقة الجماهير في المركز من جديد بعد قيادته الفريق في التصفيات لتصدر مجموعته وبلوغ كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. وقرر خليلوجيتش ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق مع الإبقاء على عناصر الخبرة، فاستدعى لاعب وسط موناكو الفرنسي جان جاك غاسو بدلاً من المستبعد لاعب إشبيلية الاسباني أندري روماريك، في حين ينتظر أن يمنح دوراً أكبر لصانع ألعابه الشاب جيرفينيو (21 عاماً) بعد تألقه بشكل لافت مع ليل الفرنسي. من جهته، يحتفل منتخب بوركينا فاسو بعودته للساحة القارية بعد الغياب عن الدورتين الأخيرتين، وهو الاحتفال المصحوب بتفاؤل بعد العروض القوية خلال التصفيات. وتعتبر «أنغولا 2010» هي الظهور السابع لخيول بوركينا فاسو التي لم يسبق لها تحقيق مرتبة أعلى من المركز الرابع الذي سجلته لدى احتضانها البطولة عام 1998. وتدخل بوركينا فاسو البطولة الحالية بفريق يقوده مهاجم الخور القطري مأموني داجانو وتحت إشراف المدرب البرتغالي الشاب باولو دوارتي (40 عاماً) وتشمل القائمة التي أعلنها دوارتي لاعبين معروفين في الملاعب العربية، فبجانب داجانو يظهر اسما حارس المقاولون العرب المصري داوودا دياكيتيه ولاعب وسط بتروجيت المصري أيضا محمد كوفي، فضلاً عن مدافع الاتحاد الليبي بول كيبا كوليبالي، كما يعتبر شارل كابوريه لاعب وسط مارسيليا الفرنسي من أبرز نجوم المستقبل للمنتخب البوركيني بجانب لاعب هامبورغ الألماني جوناثان بيتروبيا.