يبدو أن ظروف الحب بالفعل صعبة لدى الكثيرين من الجنسين، لمست بعضاً من ذلك من تفاعل قراء «الحياة» مع مقال «ظروف الحب»، والشكوى الدائمة من تغيّر مشاعر الناس وزيفها، وشكوى الإناث أكثر وأعمق من شكوى الذكور، لكن شكاوى الذكور واضحة المعالم محددة الأسباب بشكل أفضل من الإناث. نوف تقول: «وبودي أن أبدي رأيي في هذا الحب الحديث الذي تغيّر مفهومه تغيّراً جذرياً، بنظري أن الأساس في الحب هو العفة والطهارة دون خدش الحياء، أما حب اليوم فقد اختلفت مفاهيمه، أصبح الجنس والمكالمات الهاتفية التافهة وبابا طيحني والكدش مؤشرات قد تجعل الفتاة أو الرجل يعتقد بأنها سبب للحب والإعجاب من الطرف الثاني»، ثم تضيف: «الحب يا سيدي أصبح مخيفاً جداً في هذا العصر.. أتعلم !!»، وأجيبها وإياكم بنعم أعلم ذلك جيداً، لأن الحب منذ خلق في الأرض وهو مخيف. العازب المتزوج سابقاً يقول: «الحب في العالم العربي ينتهي ويذبل بعد الزواج، لتكتشف أنك مجرد آلة يجب عليها الاستمرار في العيش دون تجديد يذكر». التعليقان أعلاه كانا الأبرز وفيهما تفاصيل كثر، ومعهما تعليقات وآراء عدة قاسمها المشترك التحسّر على الزمن الجميل، والحب «الصدقي» الذي لم تلوثه المظاهر الكاذبة، والمصالح التي يريدها كل طرف من آخر، وتقنيات الاتصال الإلكترونية، التي «سلعت» المشاعر، وأسهمت في تسطيح العلاقات الإنسانية إجمالاً، والحب بين الرجل والمرأة بشكل خاص. اعتقد أن الحل، أو جزءاً منه بسيط، بإمكان العاشقين، أو المخطوبين، أن يلغيا اشتراكهما في الهاتف الجوال والإنترنت لتنقية الأجواء من حولهما، وربما أصبحت الأسر تسأل المتقدم لخطبة ابنتهم: عندك جوال؟ لديك إيميل شخصي؟ فإذا أجاب بنعم أجابوه بلا على طلبه، كما كان بعض الآباء في السابق يسأل عن «التتن»، والسفر للخارج. اتفق مع الغالبية في «هواجسهم»، والحق أنه لا توجد حلول أو اقتراحات أو أفكار تطهّر ما فسد من العلاقات الإنسانية، لكن يجب أن تظل داخل الأنفس الجميلة مساحة للتفاؤل، مساحة لأمل تحيا به، وحلم أن يكون هناك دوماً في ثنايا القدر من يستطيع أن يحب كما نفعل، أو كما نتخيل، فإذا كان واحدنا ينظر إلى الحب بمنظار طاهر جميل، ويعتقد في نفسه أنه قادر على منح «الحب بتاع زمان»، فلا بد أن هناك في مكان ما، وزمان ما، نصفاً آخر له يؤمن بالفكرة نفسها، ويثق في مشاعره بالقدر نفسه، عندها يمكن الحب من دون «خوف نوف»، أو إحباطات العازب. [email protected]