بلغ منتخب الأرجنتين لكرة القدم ،كما كان مُتوقعا، ربع نهائي بطولة كوبا اميركا 2015 المقامة في تشيلي، متصدرا المجموعة الثانية في الدور الأول، لكن مساهمة نجمه ليونيل ميسي لا تزال إلى حد الآن متواضعة أو حتى مخيبة للتوقعات. وما ان أعلنت صافرة الحكم نهاية المباراة مع جامايكا، حتى توجه إليه لاعب المنتخب المنافس ديشرون براون طالبا منه أخذ صورة "سلفي" معه، وقد تكون هذه هي الذكرى الوحيدة التي قد يحتفظ بها ميسي من مباراته رقم 100 مع منتخب بلاده التي انتهت بفوز هزيل (1-صفر) على منتخب شكل جسر عبور أيضا للاوروغواي (حاملة اللقب)، ووصيفتها البارغواي إلى ربع النهائي. وقال ميسي بعد اللقاء: "بلغنا هدفنا المتمثل بالوصول إلى ربع النهائي، ونحن في صدارة المجموعة"، مضيفا "قدمنا مستوى طيبا في الشوط الأول، كان علينا تسجيل هدف آخر على الأقل، أما الشوط الثاني فكان حساسا للغاية". وحجب لاعبا ريال مدريد الإسباني سابقا انخل دي ماريا (لاعب وسط مانشستر يونايتد الانكليزي) وغونزالو هيغواين صاحب الهدف الوحيد (مهاجم نابولي الايطالي) الأضواء عن ميسي في هذه المباراة. وعلى رغم قيام ميسي بزعزعة الدفاعات الجامايكية من خلال مراوغاته وتمريراته الخادعة، لكن عداده في هذه البطولة بقي متوقفا على هدف واحد جاء من ركلة جزاء في المباراة ضد البارغواي في الجولة الأولى حين تعادل المنتخبان (2-2)، وهو الهدف السادس والأربعون له مع منتخب بلاده. ورفض المدرب خيراردو مارتينو الحديث عن وجود مشكلة محتملة لدى ميسي قائلا: "مشكلتنا كانت بتدنِ مستوى اللياقة البدنية في الشوط الثاني بسبب الإرهاق"، مؤكدا ان "الأيام الستة التي تفصلنا عن ربع النهائي ستتيح لنا فرصة تصحيح الأمور". وبالفعل قد يطال التعب الذي تحدث عنه مارتينو النجم ميسي بعد خوضه 57 مباراة سجل خلالها 48 هدفا في موسم واحد، أسهمت في حصول الفريق الكاتالوني على ثلاثية مرموقة تمثلت في لقبي الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال اوروبا. ولا يزال ميسي الذي يحتفل في 24 حزيران (يونيو) بميلاده الثامن والعشرين، يؤمن بأنه "سيرفع في النهاية كأسا" مع منتخب الأرجنتين في الرابع من تموز (يوليو) في سانتياغو في ختام البطولة. ولكي يضع حدا لانتظار طويل دام 22 عاما منذ ان أحرزت الأرجنتين اللقب القاري الأخير في 1993، يتعين على ميسي ليس فقط ان يجد نفسا جديدا وانطلاقة ثانية، وانما ان يرسم مشهدا هجوميا مع لاعبين من طراز رفيع. ويبدو ان المشكلة ليست من جانب ميسي، وإنما في عدم وجود قرار لدى المدرب مارتينو الذي أعطى فرصة لهيغواين من دون ان يلتقطها مهاجم نابولي بشكل كامل. ويبقى أمام مارتينو خيار تجريب مهاجم يوفنتوس الايطالي وصيف بطل اوروبا كارلوس تيفيز ، بعد ان قدم مهاجم مانشستر سيتي وهداف الدوري الانكليزي سيرخيو اغويرو صورة طيبة. ولا ريب في ان ميسي الحاصل أربع مرات متتالية على جائزة الكرة الذهبية التي تمنح سنويا لأفضل لاعب في العالم، قبل ان يحجبها عنه البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد العام الماضي، يدرك جيدا انه سيحاسب من قبل الجمهور في الأرجنتين على خلفية أدائه مع المنتخب. وانطلق ميسي كالسهم في مونديال 2014 في البرازيل فأنهى الدور الأول بتسجيل أربعة اهداف، لكن سرعان ما انكشف سره في أول لقاء جدي أمام هولندا في نصف النهائي (صفر-صفر، وفازت الأرجنتين بركلات الترجيح 4-2)، ثم فشل في النهائي أمام المانيا(صفر-1 بعد التمديد). والسؤال الذي يُطرح هذه المرة هو، هل يختزن ميسي أفضل ما لديه إلى المباريات النهائية؟.