تكون بعض اختباراتي التي أضعها هنا بمثابة فلاشات ضوئية على قضايا اجتماعية مطروحة وزوايا نهرب من الالتفات لها، لا لضعف في الرؤية، وإنما لأن التركيز عليها يجهر النظر، وقد يقود تلقائياً إلى التعاطي معها بصمت مخجل. وربما لأن المرور العاجل عليها يحمل كشفاً مبدئياً لعلاج بطيء هو الهدف من تكرار الفكرة والإصرار على التقاط أكثر من مشهد اجتماعي وصورة معتادة في نص كتابي واحد. س1: ضع كلمة «مستحيل» وكلمة «ممكن» أمام كل من الجمل الآتية: - الموظف الحكومي يستطيع أن يمارس العمل التجاري باسمه ليمكنه تحسين وضعه المعيشي ومتابعة حساباته بسهولة، بدلاً من الاستهانة بقريب للضَحِك على النظام (.......). - ستنتشر القطارات بين مدن ومحافظات المملكة لتسهم في حقن الدماء المسكوبة على الطرقات وخلق بيئة مغرية بالتجوال براحة بال (.......). - تُمَرِر الخطوط السعودية رحلاتها من دون تأخير، ومن دون أن تزعجك الجملتان الأكثر انتشاراً وتصاب بصدمتها «لا يوجد حجز» أو «حجزك انتظار» (......). - سيزول عن مجتمعنا الحبيب فضول الفرجة والتفرغ للتصوير في الحوادث والكوارث واللحظات الحاسمة للإنقاذ (......). - الالتقاء بموظف حكومي في الصباح لمتابعة معاملة عامة أو خاصة والابتسامة لا تغادر وجهه وحماسه متواصل لتقديم ما يشرح صدرك (.......). س2: هذه المسألة الحسابية ليست مستعصية على الحل، ولكن قد تكون مستعصية على الاستيعاب، ووضعها هنا كسؤال للتركيز الجاد على أبعاد الإجابة أكثر من الإجابة ذاتها: «كم يساوي حاصل ضرب 135 موظفاً في أمانة مدينة جدة، في 60 ألف ريال كراتب شهري»؟ س3: أيهم الأقرب والأنسب لما قبل الأقواس من الاختيارات الثلاثة: - خليك بالبيت (برنامج تلفزيوني، تعريف للبطالة، احتيال رائع على «السعودة»). - زيارة أختصاصي نفسي (عيب، بداية الجنون، زيارة طبيعية وعادية جداً). - اختبار القدرات والقياس يفترض أن تركز على (الطلاب، الأزواج، المسؤولين). - «خذ حقك بيدك» (تربية أسرية، ثقافة اجتماعية، لغة شوارعية). س 4: تبدأ السنة المالية ومعها تكشر المشاريع عن أنيابها لتكون على الواقع، لتبدأ الملايين رحلتها القصيرة الطويلة لأن تكون هذه المشاريع على – ما درج المواطن المتفائل بتسميته - « الطبيعة». يبدأ المشروع الحقيقي بدراسة جادة ثم إعداد لأوراق المنافسة فإعلان في الصحف المحلية، وطرح واضح، يعقبه شراء جداول الكميات وتسعيرها من المقاولين للتقدم بعطاءات مقبولة، ومن ثم فتح مظاريف المتقدمين بطريقة رسمية وتحليلها فنياً ومالياً، ومن ثم الترسية على الأقل عطاء لنقول للمشروع «بسم الله الرحمن الرحيم، وبالله التوفيق، ويا رب عونك على الأمانة وثقلها الذي ناءت بحمله الجبال». مِمّا كتب في الأسطر القليلة السابقة أسهم في حل ما يأتي: - ضع عنواناً مناسباً للنص على ألا يكون «دورة حياة مشروع حكومي». - هل هناك مدة زمنية لكل مشروع، أم أن المدة تعتمد على الظروف المحيطة والرقابة على العمل؟ - ما الذي يؤلم أكثر، «مشاريع على الورق»، أم «أوراق المشاريع»؟ - بماذا نفسر مشروعاً افتقر لإحدى الخطوات السابقة من دورة حياة المشروع الحكومي؟ - ما علاقة الأمانة – كصفة – بجودة وجدية المشاريع وتقديمها في أبهى حلة وأجمل حال؟ ... انتهت الأسئلة. [email protected]