كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن نيتها تحويل مواقع أثرية اكتشفتها في المنطقة الشرقية إلى «متاحف مفتوحة»، لافتة إلى «نقلة نوعية» تشهدها المشاريع السياحية في المنطقة، التي بلغ حجم الإنفاق الكلي على السياحة فيها ما يربو على 11 بليون ريال، بعد أن نجحت الشرقية في استقطاب أكثر من سبعة ملايين زائر. وقال المدير العام للهيئة أمين مجلس التنمية السياحية في الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان، في تصريح صحافي: «إن الهيئة كشفت عن مواقع أثرية، وقامت بتطوير بعضها، ودرس تحويل بعضها إلى متاحف مفتوحة، لما تحويه من كنوز أثرية»، مشيراً في هذا الصدد إلى الموقع الأثري الذي اكتشف في شمال الراكة. وذكر أن «فريقاً أثرياً مختصاً تابعاً لهيئة السياحة والآثار اكتشف مباني تاريخيةً تقع شمال حي الراكة». وأشار البنيان إلى موقع حفرية دارين، الذي «وجدت فيه منطقة سكنية لثلاث حضارات استوطنت الموقع وتمتد إلى 2500 عام قبل الإسلام، والفترة الثانية إلى قبيل الإسلام، والثالثة تعود إلى الفترة الإسلامية المبكرة. كما اكتشفت هيئة السياحة قطعاً أثرية فخارية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام في منطقة «الدوسرية» جنوب مدينة الجبيل. وعثر منقبون ألمان وسعوديون على قطع فخارية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام. كما عثروا على مجموعة متكاملة من الأواني الزجاجية والفخارية، وآلاف من القطع الفخارية تعود إلى عصور مختلفة تظهر تعاقب الحضارات في الموقع، الذي يحوي منطقة سكنية فيها وحدات شبه كاملة. وفي موقع آخر في مدينة الجبيل اكتشف ميناء ثاج في مملكة الجرهاء، التي سادت في شرق الجزيرة العربية قبل الإسلام». وحول مشاريع تهيئة المواقع الأثرية، قال البنيان: «إن الهيئة قامت بتهيئة مركز زوار دارين والعين العودة والخباز والدكاكين والمقهى الشعبي في تاروت، كما تم إنشاء مركز الصقور، وتطوير العين الحارة في حفر الباطن، إضافة إلى إنشاء مركز زوار في جزيرة جنة». وأضاف البنيان: «إن الشرقية تحتل مكاناً بارزاً في خريطة السياحة الخليجية، بحكم موقعها المميز بجوار دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها نقطة ربط بين الجهات المختلفة». وأردف: «إن استراتيجية التنمية السياحية للمنطقة تتضمن رؤية واضحة وأهدافاً محددة، تقوم على بيان مواردها ومقوماتها السياحية والأسواق المستهدفة وأولويات التطوير، بما يتكامل مع الاستراتيجية العامة للتنمية السياحية، وخطط التنمية الشاملة في المملكة». وتابع: «إن المنطقة شهدت نقلة نوعية في قطاع الإيواء السياحي، إذ تنامى إلى أكثر من 114 فندقاً، منها 13 فندقاً من درجة الخمس النجوم ، وأكثر من 750 وحدة سكنية مفروشة. كما ستشهد في العامين المقبلين تدشين نحو 40 فندقاً، من فئتي الخمس والأربع نجوم»، مشيراً إلى نجاح المنطقة سياحياً على مستوى دول الخليج، ما انعكس في تنامي عدد وكالات السفر ومنظمي الرحلات السياحة، إذ ارتفعت في الشرقية بنسبة 23.4 في المئة، بينما وصل عدد المرشدين السياحيين المرخصين من هيئة السياحة في المنطقة إلى 44 مرشداً. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم الإنفاق الكلي للسياحة في المنطقة زاد عن 11 بليون ريال، بعد أن نجحت الشرقية في استقطاب أكثر من سبعة ملايين زائر». وقال أمين مجلس التنمية السياحية: "إن هذه الأرقام والنجاحات التي حققتها الحركة السياحة في المنطقة امتداد للاهتمام والتخطيط لبناء مشاريع سياحية تليق بمكانة المنطقة، وحفاظ على مواقعنا الأثرية التي هي مصدر هويتنا وثروتنا الحقيقية»، مضيفاً: «تزخر المنطقة حالياً بمشاريع سياحية وتراثية كبيرة، بعضها يجري العمل على تنفيذه، والآخر في طور الدراسة والبحث». وأشار إلى أبرز هذه المشاريع: إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للإثراء المعرفي "إثراء"، ومركز الملك عبدالله الحضاري في الدمام، ومتحف الدمام الإقليمي، ودرس المخطط الشامل لمنطقة شاطئ نصف القمر، وتطوير واجهة الحمراء التراثية، وإنشاء وادي الظهران. ومن المشاريع السياحية المهمة في محافظة الأحساء: تطوير شاطئ العقير، وإنشاء مدينة الملك عبدالله للتمور، ومركز الملك عبدالله الحضري، ومتنزه الملك عبدالله البيئي، وتطوير طريق الأحساء (طريق مجلس التعاون الخليجي)، وتطوير سوق القيصرية