صنعاء - «الحياة» - تلقى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ضربة موجعة، بعدما اعترف أمس بمقتل قائده الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الأم ناصر الوحيشي، في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار في اليمن قرب مدينة المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب البلاد). وأعلنت «مؤسسة الملاحم» - الذراع الإعلامي ل«القاعدة» في اليمن، في بيان أمس - أن الوحيشي قتل بغارة أميركية استهدفته في اليمن مع اثنين من عناصر تنظيمه. وذكرت أن الزعيم العسكري للتنظيم قاسم الريمي بويع خليفة له. ووجّه التنظيم في تسجيل مصور تلاه خالد عمر باطرفي، الملقب ب«أبي المقداد الكندي»، تهديدات للولايات المتحدة، متعهداً مواصلة القتال ضدها. وتعد تصفية الوحيشي أكبر ضربة يتلقاها التنظيم منذ قتل زعيمه السابق أسامة بن لادن في باكستان في أيار (مايو) 2011. وتسلم الوحيشي «تنظيم» القاعدة في اليمن بعد اندماج فرعي التنظيم في السعودية واليمن العام 2009، بعد فرار مثير من أحد السجون في صنعاء. وكان رافق زعيم السابق ل«القاعدة» أسامة بن لادن وعمل حارساً شخصياً له. وقال باطرفي في التسجيل المصور، إنه على إثر هذه الحادثة، وعلى رغم انشغالهم بقتال الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في 11 جبهة باليمن، وعلى رغم الظروف الأمنية القاهرة، إلا أن «أكبر عدد ممكن من أهل الشورى في الجماعة اجتمعوا، وتم الاتفاق على أن خير خلف هو الشيخ أبوهريرة قاسم الريمي، وتمت مبايعته». ويشكّل مقتل الوحيشي المكنى ب«أبي بصير»، ويبلغ من العمر حوالى 37 عاماً ضربة قوية للتنظيم الإرهابي. وتعتبر واشنطن التنظيم أخطر فرع ل«القاعدة» في العالم. والتحق الوحيشي بمعسكر «الفاروق» الذي أقامته «القاعدة» في أفغانستان لتدريب عناصرها، وفي نهاية التسعينات، قبل أن يصبح بعد ذلك مقرباً من ابن لادن، وكان يساعده في إدارة شؤونه المالية وممتلكاته، بحسب سيث جي جونز الذي ألّف كتاباً عن «القاعدة». وبحسب جونز، فإن الوحيشي فرّ بعد ذلك من أفغانستان في العام 2002، وتوجه إلى إيران، حيث تم توقيفه ثم أُبعد إلى اليمن، وأودع السجن من دون توجيه تهمة إليه. وفي شباط (فبراير) 2006، تمكّن من الفرار مع 22 عنصراً من «القاعدة» في واحدة من أكثر عمليات الفرار إثارة، إذ تمكن الفارون من حفر نفق طوله 44 متراً إلى مسجد مجاور. وفي 2007، بات الوحيشي زعيم «القاعدة» في اليمن. وتمكن التنظيم من تعزيز انتشاره في هذا البلد مستفيداً من ضعف السلطة المركزية، والتضاريس الوعرة. وفي العام 2009، تأسس تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، بعد اندماج فرعي السعودية واليمن ليصبح الوحيشي زعيماً لهذا التنظيم. ويعتبر القائد الجديد للتنظيم قاسم الريمي أحد أخطر الإرهابيين بحسب وزارة الخارجية الأميركية التي اعتبرته إرهابياً عالمياً بموجب الأمر التنفيذي الذي يحمل الرقم 13224 الصادر في أيار (مايو) 2010. ورصدت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات ترشد إليه. وتلقى فرع «القاعدة» في اليمن ضربات موجعة أودت بأبرز قادته عبر غارات أميركية أبرزهم أنور العولقي التي تعتبره واشنطن الزعيم الروحي للتنظيم، إضافة إلى السعوديين سعيد الشهري الذي كان يشغل منصب نائب رئيس التنظيم، وإبراهيم الربيش الذي كان منظِّره «الشرعي».