زعيم تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي الذي قتل في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار، كان في السابق مساعداً لأسامة بن لادن وشارك في عملية هرب مثيرة من سجن للمخابرات اليمنية في العام 2006. وأكد التنظيم مقتل الوحيشي وتعيين القائد العسكري قاسم الريمي خلفاً له. ويشكل مقتل الوحيشي ضربة قوية للتنظيم الذي تبنى الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة في باريس مطلع العام 2015، والذي حاول في نهاية العام 2009 تفجير طائرة متجهة إلى الولاياتالمتحدة فضلاً عن محاولته إرسال طرود مفخخة إلى هذا البلد في العام 2010. وكان التنظيم الذي تعتبره واشنطن أخطر فرع ل «القاعدة» في العالم، في استنفار أمني عالمي واسع النطاق في العام 2013 شمل خصوصاً إغلاق 25 بعثة ديبلوماسية أميركية في العالم. ويبلغ الوحيشي الملقب ب «أبي بصير»، حوالى 37 عاماً بحسب المعلومات المتداولة عنه. والتحق بمعسكر «الفاروق» الذي أقامته «القاعدة» في أفغانستان لتدريب عناصرها، وذلك في نهاية التسعينات. وأصبح الوحيشي بعد ذلك مقرباً من بن لادن وكان يساعده في إدارة شؤونه المالية وشؤون ممتلكاته، بحسب سيث جي جونز الذي ألّف كتاباً عن «القاعدة». وبحسب هذا الكاتب، فإن الوحيشي فرّ بعد ذلك من أفغانستان في العام 2002 وتوجه إلى إيران حيث تم توقيفه ثم أُبعد إلى اليمن. وأودع الوحيشي السجن في اليمن من دون توجيه تهمة له. وفي شباط (فبراير) 2006، تمكّن من الفرار مع 22 عنصراً آخر من «القاعدة» في واحدة من أكثر عمليات الفرار إثارةً، إذ تمكن الفارون من حفر نفق بطول 44 متراً إلى مسجد مجاور. وأتاحت عملية الفرار تنشيط تنظيم «القاعدة» في المنطقة بعد ضربات متكررة تلقاها لا سيما مع مقتل القيادي البارز قائد سالم سنان الحارثي في العام 2002 بضربة طائرة أميركية من دون طيار. ويعتقد أن الحارثي كان العقل المدبر للهجوم على المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في ميناء عدن في العام 2000 ما أسفر عن مقتل 17 بحاراً أميركياً. وفي العام 2007، بات الوحيشي زعيم القاعدة في اليمن. وتمكن التنظيم من تعزيز انتشاره في هذا البلد مستفيداً من ضعف السلطة المركزية ومن الطبيعة الوعرة. وفي العام 2009، تأسس تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، وبات الوحيشي زعيماً لهذا التنظيم. وانضم إليه عدد من القياديين، لا سيما سعيد الشهري العائد من غوانتانامو والذي قتل في غارة لطائرة من دون طيار. وبعد مقتل أسامة بن لادن في عملية أميركية في باكستان في أيار (مايو) 2011، حذّر الوحيشي الغرب من أن المشكلة لن تنتهي مع موت بن لادن. وفي تموز (يوليو) 2011، أعلن الوحيشي ولاءه لخلف بن لادن، المصري أيمن الظواهري. وعُيّن الوحيشي في العام 2013 نائباً للظواهري.