« إرضاء الناس غاية لا تدرك»، مقولة تجسدها بجلاء العلاقة التي تربط بين الضمان الاجتماعي في منطقة مكةالمكرمة والمستفيدين، فعلى رغم أن المدير العام للجهة الحكومية المتكفلة بعون المحتاجين عبدالله آل طاوي يؤكد أن سير معاملات صرف الإعانات للمستحقين يمضي بانسيابية وأريحية من دون وجود أي معوقات، إلا أن نسبة كبيرة من المستفيدين قدموا ل «الحياة» حزمة من الشكاوى التي تواجههم أثناء تلقيهم الخدمة، وإن أجزل أحدهم الشكر لمكتب الضمان على التفاتته له، إلا أنه سرعان ما يستدرك متذمراً من ضآلة مبلغ الإعانات، فيما آخرون تساءلوا عن معوقات عدم تسديد فواتير الكهرباء عنهم، على رغم استيفائهم الشروط، وحتى وسائل وأساليب التواصل التي انتهجتها بعض المكاتب مع المحتاجين كانت محل انتقاد العديدين، مطالبين بتطويرها، لاسيما وأن غالبية المستفيدين من المسنين الذين قد لايجيدون القراءة لم تجد الأرملة أم نواف سوى توجيه الشكر لمكتب الضمان الاجتماعي الذي يمنحها إعانة شهرية قدرها 2500 ريال، لا تكفي لرعاية ثمانية من أطفالها الأيتام، إذ يذهب النصيب الأكبر من تلك المئات نفقة علاج لابنتها المعاقة جواهر. وقالت أم نواف ل «الحياة»: «تلك المعونة لا تكفي مصاريف السكن والفواتير والأبناء، فضلاً عن علاج ابنتي المعاقة جواهر التي يلتهم علاجها أكثر من نصف ما أتقاضاه من الضمان، ومع ذلك أقدر لوزارة الشؤون التفاتتها لي ودعمها لنا حتى ولو بالقليل، فهي تقضي عني جزءاً من احتياجاتي لكن ليس كلها». أما محمد حمزة صالح (50عاماً) أحد مستفيدي الضمان في منطقة المدينةالمنورة، فأبدى امتعاضه من تأخير تسديد الضمان فواتير الكهرباء عنه، على رغم أنه قدم تقريراً طبياً يثبت مرضه وعجزه عن العمل. وقال: «ذكرت الصحف أخيراً، أن الضمان الاجتماعي سيسدد فواتير الكهرباء للمسجلين فيه، إلا أنه ومنذ أربعة أشهر، لم يفعل ذلك معي، وأخشى أن يقطع التيار عن منزلي ولا حيلة لنا إلا الانتظار». وللمطلقة مرام معاناة من نوع آخر مع الضمان، فبعد أن تحملت عبء أربعة أطفال رفض والدهم إعالتهم، سجلت في الضمان منذ خمسة أشهر، وعلى رغم انتظام الإعانة التي تتقاضاها، إلا أن مرام ترى أنها لاتفي بالغرض، إذ لا تتجاوز 900 ريال، متمنية زيادتها، خصوصاً وأنها تحتاج لمأوى لها ولصغارها يزيد إيجاره الشهري عن المئات التي تتقاضاها من الضمان. فيما تساءلت وجنات( 34 سنة) عن أسباب تأخير صرف معونات لبعض الطلاب، عقب أن وعدوا بها مطلع العام الدراسي، موضحة أن الضمان تكلف بمنح الطلاب المحتاجين 500 ريال شهرياً كمعونات، بعد أن يقدموا أوراق تعريف من مدارسهم. ولم يجد وليد حسين غالب ( 37سنة) سوى أن يجأر بالشكوى من تأخر المعونات التي يتلقاها من ضمان منطقة المدينةالمنورة، مشيراً إلى أنه يعول ستة أطفال وأعفي من عمله بسبب حادثة مرورية أعجزته عن العمل. وقال: « لقد قدمت على طلب المكافآت السنوية المستقطعة وكانت تبلغ 7000 ريال، ووعدوني بأن أحصل عليها بعد ثلاثة أشهر، ولكنني لم أتقاضها إلا بعد ستة أشهر، ما أضر بي وعائلتي». وفي السياق ذاته، تشير الإحصاءات الاجتماعية إلى أن محافظة الليث تحتضن في قراها النائية نسبة عالية من المحتاجين، وإزاء ذلك وجه وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية محمد العقلا أخيراً، بتشكيل لجنة خماسية لمتابعة الأسر الفقيرة في الليث، مشيراً إلى أنه جرى توزيعهم في شرق وشمال المحافظة لمتابعة حالات المساعدات الإستثنائية وبرنامج سداد فواتير الكهرباء للمحتاجين. وأوضح مدير الضمان الاجتماعي سالم بخيت الدوسري أن اللجنة ستبحث حال الأسر المحتاجة، مشيراً إلى أن عدد المستفيدين يبلغ عشرة آلاف مستفيد وعدد المعاقين يتجاوز 1200 معاق. وأرجع تأخر صرف بطاقات الضمان إلى حاجتها للتنشيط.