كان راتب زوجها وما يجود به الناس عليهم من مساعدات تكفي حاجاتها وأفراد أسرتها التي تتكون من تسعة أطفال. وعلى رغم خوفها المستمر من تغير الحال، إلا أنها لم تتوقع أن تسوء أحوالها أكثر بعد هطول أمطار وسيول الأربعاء الأسود، فالخراب الذي حل في جميع أركان المنزل والمفروشات التي أصابها التلف من المياه والحشرات التي تجمعت داخل وخارج المنزل، جعلت الحياة مستحيلة في البيت الشعبي التي تقطنه أم عبدالله مع أفراد أسرتها. تقول أم عبدالله ل «الحياة»: «أعتبر يوم الأربعاء الأسود من أكثر الأيام سواداً في حياتي، فلا أعرف كيف مر هذا اليوم علي أنا وأفراد أسرتي بعدما بدأت تخر الأمطار داخل المنزل، وجعلتنا نجتمع في غرفة واحدة، خوفاً من السيول وارتفاع أصوات الرعد التي أرعبت أولادي»، موضحة أنها أجبرت على أن تكون مسؤولة عن حياة فلذات كبدها لوجود زوجها في عمله ذلك اليوم». وتضيف: «ازداد الأمر سوءاً بعد أن بدأت أعراض الربو تعود إلى ابنتي ذلك اليوم، إذ تثيرها دوماً الأمطار والرطوبة التي حصلت في المنزل وحصلت معها أزمة الربو، ولم أستطع التصرف أو نقلها إلى المستشفى بسبب الأمطار، وفي اليوم الثاني حضرت لنا متطوعات من الهلال الأحمر ساعدننا في علاج ابنتي وتقديم المعونات والتبرعات لنا». وتستطرد أم عبدالله: «قدمت أختي في اليوم الثاني من هطول الأمطار هي وزوجها بعد أن غرق منزلها الواقع في منطقة بحرة، وعندما عادت إلى منزلها وبقيت فيه لمدة أسبوع، رجعت إلينا مرة أخرى بعد أن حصل تماس كهربائي داخل المنزل وأحرق المنزل كاملاً»، لافتة إلى أن زوج شقيقتها متقاعد ويعانون ظروفاً مالية سيئة. وتعيش أم عبدالله في حيرة من أمرها، «لا أعرف كيف أتصرف خصوصاً بعد أن انقطعت المعونات التي كان أصحاب الخير يمدوننا بها، بعد أن ساءت أحوال جميع الأسر من حولي»، مؤكدة: «المنزل الذي أقطنه قديم وشعبي وتأثر بالسيول وأصابته التشققات والتصدعات في الجدران، ولا تزيد حجراته على ثلاث غرف أقيم في واحدة مع زوجي والأخرى لأولادي، وغرفة تقيم فيها أختي وزوجها في الوقت الحالي».