نيقوسيا - أ ف ب - فاز حزب «الوحدة الوطنية» القومي بغالبية مقاعد الانتخابات الاشتراعية المبكرة التي جرت في «جمهورية شمال قبرص التركية» غير المعترف بها دولياً اول من امس،، وحصلوا على نسبة 44 في من عدد الأصوات، فيما طمأن زعيمه رئيس الوزراء السابق درويش ايروغلو المجتمع الدولي الى تمسك حزبه بمواصلتهم جهود اعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 35 سنة. ويستطيع حزب الوحدة الوطنية تشكيل الحكومة المقبلة بمفرده اثر حصوله على 26 مقعداً من اصل 50 مقعداً في البرلمان الجديد، علماً ان الحزب الجمهوري التركي (يسار وسط) الحاكم الذي يتزعمه الرئيس محمد علي طلعت كسب 15 مقعداً فقط. وكان البرلمان اقر في شباط (فبراير) الماضي اقتراحاً قدمه الحزب الحاكم بتقديم موعد الانتخابات الاشتراعية التي تنظم كل خمس سنوات، عاماً واحداً من اجل تعزيز موقف «جمهورية شمال قبرص التركية» في مفاوضات السلام مع القبارصة اليونانيين. واعلن ايروغلو ان طلعت سيحظى «بدعم» حزب الوحدة الوطنية في مهمته كمفاوض مع الجانب القبرصي اليوناني (جنوب)، اثناء المحادثات التي انطلقت في ايلول (يوليو) 2008 والتي لم تسجل تقدماً ملموساً حتى الآن. واشار الى ان ممثلا لحزب الوحدة الوطنية سيرافق طلعت الى المحادثات في المستقبل. ويتحتم على طلعت، الموالي لأوروبا والمؤيد منذ زمن لإعادة توحيد الجزيرة على اساس فيديرالي، ان يعيش فترة مهادنة مع ايروغلو الذي يدعو الى حل كونفيديرالي من دولتين سيدتين في جزيرة قبرص المتوسطية. لكن محللين يرون ان هامش المناورة لدى طلعت سيتقلص مع الوقت، على رغم ان القوميين لا يبدون مستعدين فوراً لقلب طاولة المفاوضات الجارية. وصوت القبارصة الاتراك في استفتاء أُجري عام 2004 لمصلحة خطة الاممالمتحدة لإعادة توحيد قبرص، في حين رفضه القبارصة اليونانيون. وفي عام 2005، انتخب القبارصة الاتراك طلعت «التقدمي» رئيساً بأمل انجاح المفاوضات مع القبارصة اليونانيين في جنوب الجزيرة. لكن الازمة الاقتصادية التي اصابتهم والإعياء الذي لحق بهم جراء بطء عملية التفاوض حول اعادة توحيد الجزيرة، جعلهم يتجهون الى اختيار القوميين، ما قد يزيد تعقيد مفاوضات اعادة التوحيد. ويعرقل نزاع قبرص المقسمة جهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وتنشر تركيا 30 الف جندي في «جمهورية شمال قبرص التركية» وترفض اقامة علاقات ديبلوماسية مع جمهورية قبرص، القسم اليوناني المعترف به دولياً، طالما لم يجرِ التوصل الى حل شامل للقضية.