هاجم أعضاء المجلس البلدي في جدة «أمانة» المحافظة الساحلية، وحملوها نزراً لا يستهان به من وزر كارثة الأربعاء الأسود. وبرأ أعضاء «بلدي جدة» مجلسهم من تبعات تلك المأساة كاشفين عن رفعهم مطالب ومقترحات لحل المشكلة قبل حدوثها بأربع سنوات، ظلت حبيسة أدراج مسؤولي «الأمانة». وفي حين أخلى القائمون على المجلس البلدي في جدة مسؤولية مجلسهم عن تبعات الكارثة، استشهد عضو «بلدي جدة» الدكتور طارق فدعق ل«الحياة» بسجلات ومحاضر رسمية توثق ضلوع «المجلس» في تحذير «الأمانة» من مخاطر السيول، «التي استحالت شغله الشاغل، منذ سنوات». ولفت إلى تبني «المجلس» تنظيم ورش تفاعلية لدرء المخاطر عن المدينة المنكوبة منذ فترات طويلة مع الجهات الحكومية المختلفة، ورسمه مع الدفاع المدني خطوط خطط الطوارئ العريضة منذ أكثر من عام، فضلاً عن سلسلة الورش والمحاضرات والندوات المختلفة التي نظمها بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز لتطبيق ما يمكن عمله قبل حدوث الكارثة وبعدها في المحافظة المنكوبة. واعتبر مطالبات بعض أعضاء المجلس البلدي بكشف الحقائق، والمستور من الأمور تقمصاً لعمل لجنة تقصي الحقائق الحالي، «كونها المكلفة بالتحقيق والمساءلة وكشف الأحداث»، وأكد قصور عمل «أمانة جدة»، وحاجتها إلى التقويم والتوجيه. وأكد خروج المجلس عن عباءة «الأمانة» مشدداً على أن المجلس لا يعترف بأي مرجعية سوى وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقال: «يهاتف أي عضو الوزير شخصياً من دون أي حواجز، أما الأمانة فنعمل معها في إطار شراكة وتعاون لايمكن تجاوزه». وعلى ذات الصعيد، بادر عضو مجلس بلدي جدة حسين البار إلى إعلان استعداده المثول أمام لجنة تقصي الحقائق، لإبراز المحاضر المسجلة ووثائق رسمية تثبت عدم تعاون «الأمانة» مع مطالبات المجلس المتعددة ومبادراته لحل مشكلة تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة. وزاد: «أقر «بلدي جدة» قرارات تاريخية بعد اجتماع ماراثوني عقد في محرم 1427ه، جاء في طليعتها المطالبة بالاستعانة بأمانتي العاصمة المقدسة والمدينةالمنورة لحل المشكلة لكن دون جدوى، إضافةً إلى المطالبة بوضع دراسات عاجلة لدرء مشكلة السيول وإيجاد شبكات تصريف قوية، لكن الأمانة تجاهلت كل ذلك واكتفت بتقديم دراسة ضعيفة جداً عن البيئة، لايمكن أن تسهم في حل المشكلة جذرياً، مطلقاً». وشدد على أن الجهود المبذولة من أمانة جدة حالياً لا تفي بالحاجة المطلوبة، ولا توازي أكثر من 30 في المئة من حل المشكلة، «فالبنية التحتية للمنطقة مهترئة، خصوصاً في الأحياء الشعبية التي تئن تحت مخاطر كارثة بيئية كبيرة، وتفتقد كثيراً من الخدمات الأساسية». وكشف أن أعضاء «المجلس» صدحوا في وجه «أمين جدة» خلال اجتماع سابق وأكدوا عليه «أن مشكلة تصريف مياه الأمطار والسيول تعتبر أولى أوليات الأمانة، ويجب أن تضع حلاً سريعاً لها»، واستنكر أسلوب تعاطي الأمانة مع جدة، ووصفه ب «المخالف للمأمول، وغير الجدي».