أدى تجدد الاشتباكات بين أكبر قبيلتين في جنوب السودان إلى مقتل نحو 140 شخصاً وجرح 90 آخرين، فيما حذرت عشر وكالات إغاثية دولية في تقرير مشترك من أن السودان مهدد بالانزلاق مجدداً إلى حرب كبيرة العام المقبل، ما لم تتدخل الأممالمتحدة والقوى الكبرى لضمان تهدئة الأجواء بين الأفرقاء السودانيين. (راجع ص5) وأعلنت سلطات إقليمالجنوب الذي يتمتع بحكم ذاتي أمس، أن الاشتباكات بين قبيلتي الدينكا والنوير مستمرة منذ خمسة أيام في مناطق نائية. وقال محافظ مقاطعة تونج دينق أيينق أليو إن القتال مستمر منذ السبت الماضي بين جماعات من الدينكا كبرى قبائل الجنوب في منطقة تونج الشرقية في ولاية واراب، ومجموعات مسلحة من قبائل النوير ثاني كبرى قبائل الإقليم في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، موضحاً أن غالبية القتلى من الدينكا. وأشار إلى أن مسلحين من النوير هاجموا مجموعة من الرعاة في منطقة تونج، واستولوا على خمسة آلاف رأس من الماشية. ونقلت مسؤولة العمليات الإنسانية في الاممالمتحدة في جنوب السودان ليز غراند عن مصادر محلية ميدانية «مقتل ما لا يقل عن 140 شخصاً وجرح 90 وسرقة 30 ألف رأس ماشية». وجاءت هذه التطورات في وقت حذرت عشر منظمات إغاثية دولية من أن تصاعد الاشتباكات القبلية التي أدت العام الماضي إلى مقتل 2500 شخص وإجبار نحو 350 ألفاً على النزوح «قد يتفاقم وتنجم عنه حالة طارئة قد تكون الأخطر في أفريقيا العام 2010». وقالت الوكالات في تقرير مشترك إنه بعد خمس سنوات من توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية و «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، «يترك المزيج الخطير من ارتفاع معدل العنف والفقر المزمن والتوترات السياسية، اتفاق السلام على شفا الانهيار». وحذرت من أن إجراء الانتخابات والاستفتاء على استقلال الجنوب، «يمكن أن يفجر العنف إذا ما لم يتم التحضير لذلك جيداً». ودعت مجلس الأمن إلى العمل على جعل حماية المدنيين أمراً ذا أولوية مطلقة بالنسبة إلى مهمة قوات الأممالمتحدة في السودان، كما طالبت القوى الدولية بالتوسط بين الأفرقاء السودانيين.