أعلنت كوريا الجنوبية اليوم (الخميس) عن الوفاة العاشرة جراء الإصابة بفيروس «كورونا» المسبب ل «متلازمة الشرق الاوسط التنفسية»، في وقت أدى ظهور المرض من جديد إلى تراجع حاد في الحركة الاقتصادية، ما أرغم البنك المركزي على خفض معدل الفائدة الرئيسة. وأفادت سيول عن 14 إصابة جديدة، بما في ذلك الاصابة الأولى لامرأة حامل، ما يرفع عدد الاصابات المؤكدة بالفيروس في كوريا الجنوبية إلى 122، بحسب ما أفادت وزارة الصحة. وسجلت المؤسسات المحلية التي تشمل مراكز التسوق ودور السينما والمطاعم والحدائق، انخفاضاً حاداً في أعمالها بسبب تجنب الناس التواجد في الاماكن العامة المزدحمة. وقال حاكم البنك المركزي في كوريا الجنوبية لي جو يوول ان تباطؤ الصادرات والمخاوف الناجمة عن فيروس «كورونا» على الأعمال، كانا عاملين أساسيين في قراره خفض معدل الفائدة الرئيسة بربع نقطة مئوية الى 1.5 في المئة، وهو حد أدنى قياسي. وقال لي ان «التأثير الفعلي لظهور (المرض) لم يتضح بعد، لكننا فكرنا إنه من المفضل التصرف في شكل مبكر للحد من تاثيره السلبي على الاقتصاد». وأعلن البنك المركزي في بيان: «نخشى بصورة خاصة ان تتدهور الأجواء الاقتصادية ونفسية المستهلكين في شكل سريع بسبب ازمة فيروس كورونا، بعدما كانت تتحسن أخيراً». وكان البنك المركزي خفض توقعاته للنمو الاقتصادي هذه السنة مرتين حتى الآن من 3.9 في المئة إلى 3.4 في المئة في كانون الثاني (يناير) ثم إلى 3.1 في المئة في نيسان (أبريل). وأفادت هيئة السياحة الكورية بإلغاء أكثر من 54 ألف زائر أجنبي رحلات كانت مقررة إلى كوريا الجنوبية هذا الشهر. وأصدرت هونغ كونغ تحذيراً «احمر» ينصح بإلغاء أي رحلات غير أساسية إلى كوريا الجنوبية، فيما تقول سيول ان ارشادات منظمة الصحة العالمية لا تدعو الى مثل هذا القرار. ورفعت تايوان أيضاً مستوى تحذيرها من السفر إلى كوريا الجنوبية، من غير اصدار تحذير الى مواطنيها من التوجه الى هناك. وتحض حكومات أخرى في آسيا على لزوم الحذر من غير اصدار تحذير على غرار هونغ كونغ. وعانى سكان هونغ كونغ من هذا الفيروس بعدما أدى انتشاره عام 2003 إلى وفاة 299 شخصاً في هذه المدينة، ما أثار موجة ذعر عمت العالم. ويعتبر فيروس «كورونا» أشد فتكاً من فيروس الالتهاب الرئوي الحاد «سارس»، لكنه اقل قدرة منه على الانتشار. وكان «سارس» حصد نحو 800 ضحية في العالم عام 2003. وبحسب منظمة الصحة العالمية، تبلغ نسبة الوفيات لدى المصابين ب «كورونا» 35 في المئة تقريباً، ولا يوجد أي لقاح أو علاج له. وأجبر الوضع الطارئ في كوريا الجنوبية الرئيسة بارك غوين هيه على تأجيل زيارة مقررة للولايات المتحدة بين 14 و18 من حزيران (يونيو). وواجهت إدارة غوين هيه موجة من الانتقادات الحادة أخذت عليها التعامل مع الأزمة ببطء شديد وعدم اتخاذ تدابير كافية. وحض وزير المال شوي كيونغ هوان المواطنين على عدم ابداء ردود فعل مبالغ فيها، محذراً من أن انتشار المرض قد يلحق ضرراً جسيماً برابع أكبر اقتصاد في آسيا. ومن أصل الإصابات ال 14 الجديدة، التقط ثمانية العدوى في مركز «سامسونغ» الطبي، وهو مركز طبي كبير في جنوب العاصمة كان التقط 55 شخصاً الفيروس منه، ما يجعله أكبر بؤرة للمرض. وسجلت إصابة أخرى بالفيروس في مستشفى بمنطقة هواسيونغ سيتي على مسافة 40 كلم جنوبسيول، ويجري التحقيق حول خمس إصابات لمعرفة كيف تم التقاط الفيروس. وفرض الحجر الصحي على أكثر من 3800 شخص كانوا على اتصال قريب مع المصابين سواء في منازلهم او في مستشفيات.