عبرت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) عن ثقتها بأن فائض المعروض في سوق النفط سينحسر مع تسارع الطلب وتباطؤ نمو إمدادات المنتجين غير الأعضاء في المنظمة، ما يشير إلى أن استراتيجيتها الرامية للسماح بهبوط الأسعار والتي تمسكت بها في اجتماع الأسبوع الماضي تؤتي ثمارها. وفي تقرير شهري أصدرته بعد قرارها الأخير الإبقاء على سياسة الإنتاج من دون تغيير، أشارت المنظمة إلى أن توقعاتها بأن إمدادات المعروض من المنتجين المنافسين لها ستنخفض في النصف الثاني من السنة بعد ارتفاعها في النصف الأول. وأكدت «أوبك» أن الطلب على النفط سينمو بوتيرة أسرع مما كان عليه في 2014. وقال خبراء اقتصاد لدى «أوبك» في التقرير: «يُرجح أن تنحسر تخمة المعروض الحالية في السوق خلال الفصول المقبلة». غير أن التقرير أشار أيضاً الى أن إنتاج الدول الأعضاء في أيار (مايو) زاد 24 ألف برميل يومياً استناداً إلى بيانات من مصادر ثانوية وعزا ذلك إلى الإنتاج القياسي للسعودية، وزيادة إمدادات العراق وأنغولا. ووفقاً للتقرير، إذا أبقت «أوبك» على المعدل الذي ضخت به في أيار (مايو) فستشهد السوق فائضاً في المعروض قدره 440 ألف برميل يومياً في النصف الثاني من السنة، ما يقل عن متوسط الفائض المتوقع للعام بأكمله والبالغ 1.66 مليون برميل يومياً (...) غير أن الفائض يزيد على المستوى الذي توقعه تقرير الشهر الماضي والبالغ 1.52 مليون برميل يومياً. إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة بأن السعودية ستمد اثنين على الأقل من المشترين الآسيويين بكل الكميات المتعاقد عليها في تموز (يوليو) من دون تغيير عن حزيران (يونيو) عقب قرار «أوبك» الإبقاء على سقف إنتاجها من دون تغيير. وتورد السعودية كل الكميات المتعاقد عليها إلى معظم الزبائن الآسيويين منذ أواخر عام 2009. ومن موسكو، أكد وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أمام البرلمان أمس، أن أسعار النفط بين 60 و70 دولاراً للبرميل مريحة للسوق. وقال: «الرأي المشترك بين جميع المشاركين في السوق هو أن أسعار النفط البالغة 100 دولار وأكثر التي شهدناها في وقت سابق لن تتكرر في المستقبل المنظور». وأضاف أن شركات الطاقة المحلية خفضت الإستثمار نحو خمسة إلى عشرة في المئة هذه السنة بسبب تراجع أسعار النفط مقارنة بنحو 30 في المئة بين المنافسين الدوليين. وفي الأسواق، ارتفعت أسعار النفط الخام بفضل توقعات بهبوط آخر للمخزون الأميركي وبعدما رفعت إدارة معلومات الطاقة توقعاتها لنمو الطلب على الخام في العام الحالي. وزاد الخام الأميركي في عقود أقرب استحقاق دولاراً واحداً إلى 61.14 دولار للبرميل قبل أن ينخفض إلى 61.03 دولار، وصعد سعر العقود الآجلة لمزيج «برنت» 68 سنتاً إلى 65.56 دولار للبرميل. وجاءت المكاسب بعدما قفزت أسعار الخام والبنزين والديزل لأكثر من ثلاثة في المئة أول من أمس إذ يُتوقع المتعاملون هبوطاً أسبوعياً آخر في المخزون الأميركي. وخلص استطلاع أجرته وكالة «رويترز» شمل خمسة محللين الى ان هبوط مخزون الخام الأميركي سيصل الى 1.7 مليون برميل، بينما قدّر «معهد البترول الأميركي» ان يبلغ أربعة أمثال هذا الرقم. وفي ما يتعلق بالطلب رفعت «إدارة معلومات الطاقة» توقعاتها لنمو الطلب على النفط هذه السنة بمقدار 20 ألف برميل يومياً إلى 1.25 مليون برميل يومياً.