أعلنت «وكالة الطاقة الدولية» أمس أن أسعار النفط ربما تكون تماسكت موقتاً فقط، مع تزايد تخمة المعروض العالمي نظراً إلى عدم ظهور أي علامات على تباطؤ إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة. وأشارت إلى أن طاقة الاحتياط لتخزين الخام في الولاياتالمتحدة قد تنفد قريباً ما يفرض ضغوطاً نزولية إضافية على الأسعار. ولفتت إلى أن تلك العملية ستستمر حتى النصف الثاني من السنة على الأقل حيث يُتوقع أن يبدأ انحسار نمو إنتاج النفط الأميركي في ذلك الحين. وأبدت الوكالة اعتقادها بأن التباطؤ المتوقع للإنتاج الأميركي إلى جانب ارتفاع الطلب العالمي، سيعطيان دعماً لأسعار النفط ومتنفساً ل «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك). وجاء في التقرير الشهري للوكالة «في ظاهر الأمر يبدو أن سعر النفط يتماسك ولكنه توازن هش (...) خلف واجهة الاستقرار تجد أن عملية إعادة التوازن التي أثارها هبوط النفط لم تأخذ مجراها حتى الآن وقد يكون توقع مضيها قدماً بسلاسة إفراطاً في التفاؤل». وشددت الوكالة على أن الهبوط الحاد في عدد منصّات الحفر الأميركية كان محركاً رئيساً لتعافي الأسعار في الآونة الأخيرة والذي شهد ارتفاع خام «برنت» إلى 60 دولاراً للبرميل بعد نزوله إلى 46 دولاراً في كانون الثاني (يناير) من ذروته البالغة 115 دولاراً في العام الماضي. وأضاف التقرير «لم تظهر على إمدادات المعروض الأميركي بعد علامة تذكر على التباطؤ، بل على العكس لا تزال تخالف التوقعات». ويُتوقع أن يرتفع إنتاج النفط من خارج «أوبك» في شباط (فبراير) بنحو 270 ألف برميل يومياً على أساس شهري إلى 57.3 مليون برميل يومياً بدعم من ارتفاع الإنتاج في أميركا الشمالية. وزاد المعروض العالمي 1.3 مليون برميل يومياً على أساس سنوي إلى ما يُقدر بنحو 94 مليون برميل يومياً في شباط مدعوماً في الأساس بارتفاع معروض الدول غير الأعضاء في «أوبك» 1.4 مليون برميل يومياً. وارتفع مخزون الخام الأميركي بفعل نمو إنتاج الخام وهبوط إنتاج مصافي التكرير في ظل توقفات موسمية وأخرى غير متوقعة للمصافي، وتراجع هوامش الربح وارتفاع مخزون البنزين. ولفتت الوكالة إلى أن مخزون الخام الأميركي بلغ في أحدث إحصاء 468 مليون برميل، وهو مستوى قياسي. وأضافت «ربما يصل المخزون الأميركي إلى الحدود القصوى لطاقة التخزين قريباً، وسيؤدي ذلك حتماً إلى تراجع الأسعار من جديد، ما قد يدفع بدوره إلى خفض المعروض الذي ما زال يتعذر القيام به حتى الآن(...) بينما قد يستغرق المعروض الأميركي فترة أطول من التوقعات ليبدأ التأثر بانخفاض أسعار النفط الذي قد يكون أكثر حدة» معتبرة أن النمو سينحسر في النصف الثاني من السنة. ووفق الوكالة «في الربع الثاني من 2015 حين يكون الطلب في أدنى مستوياته بسبب أعمال صيانة عالمية للمصافي، سيبلغ الطلب على خام أوبك 28.5 مليون برميل يومياً مقارنة بالإنتاج الحالي للمنظمة الذي يبلغ 30.22 مليون برميل يومياً في شباط». ورفعت الوكالة توقعاتها للطلب على النفط في النصف الثاني من السنة، ما أدى بدوره إلى ارتفاع الطلب على خام «أوبك» إلى 30.3 مليون برميل يومياً مقترباً من مستوى الإنتاج الحقيقي للمنظمة وهدفها الرسمي البالغ 30 مليون برميل يومياً. وأعلنت الوكالة أن نمو الطلب العالمي على النفط بلغ مستوى متدنياً في النصف الثاني من عام 2014، ثم أخذ يرتفع في شكل مطرد بعد ذلك ويُتوقع وصول النمو إلى مليون برميل يومياً على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي. ورفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب هذه السنة بأكملها بواقع 75 ألف برميل يومياً، إلى مليون برميل مقارنة بآخر تقرير لها وفي مقابل نمو متوقع في 2014 قدره 680 ألف برميل يومياً بما يصل بمتوسط الطلب العالمي العام الحالي إلى 93.5 مليون برميل يومياً. في الأسواق، نزل سعر خام «برنت» عن 57 دولاراً للبرميل أمس بعد تقرير «وكالة الطاقة». وتراجع في العقود الآجلة تسليم نيسان (أبريل) 30 سنتاً إلى 56.78 دولار للبرميل. وانخفض سعر الخام الأميركي 20 سنتاً إلى 46.85 دولار للبرميل. وكانت أنباء عن اتفاق مبدئي لإنهاء إضراب ينظمه بعض عمال المصافي في الولاياتالمتحدة ساهمت في دعم الأسعار نظراً إلى أنه قد يساعد في زيادة الطلب على الخام للتكرير. وأثّر الإضراب الأكبر لعمال المصافي الأميركية في 35 سنة، في نحو 20 في المئة من طاقة التكرير في الولاياتالمتحدة، ما حدّ من الإنتاج. ومن مصر، أعلن سفير تشيلي، خوسيه م. دو لا كروز، في حديث إلى وكالة «رويترز» على هامش قمة شرم الشيخ الاقتصادية، أن شركة تابعة لشركة النفط الحكومية «إيناب» ستستثمر 30 مليون دولار في مشروع لمدّ خطّ أنابيب بطول 90 كيلومتراً في الصحراء الغربية في مصر. وأشار إلى إن خط الأنابيب سيتيح للشركة استخراج النفط من كشف جديد غرب القاهرة وبيعه للحكومة المصرية التي تواجه أزمة في إمدادات الطاقة.