في ساحة الرؤية، قد نعاني أحياناً من مشاهدة أجسام داكنة سوداء تشبه الذباب الطائر، وقد يمر هذا الذباب أمام ناظرينا مرور الكرام من دون أن يعني لنا شيئاً يستدعي القلق في شأنه، لكنه في أحيان أخرى قد يكون عارضاً يخفي وراءه ظرفاً ساخناً لا يجوز التلكؤ في أمره، ألا وهو انفصال الشبكية العينية. إن تشخيص انفصال الشبكية باكراً ما أمكن، يتيح المجال لتحقيق نجاح أكبر على صعيد العلاج، فكلما كانت الرقعة المنفصلة من الشبكية صغيرة وقريبة من الطرف، وكلما قصرت الفترة الزمنية الفاصلة بين الانفصال وموعد إجراء العملية الجراحية، جاءت النتائج أفضل. في المقابل كلما كانت الرقعة المنفصلة كبيرة وكلما بعُد موعد العملية، كانت النتيجة أكثر سلبية، إلى درجة أنه لا يمكن أحياناً الخوض في عملية إصلاح الانفصال بتاتاً. ويتم تشخيص انفصال الشبكية، بناء على العوارض التي يحملها المصاب معه إلى الطبيب المختص الذي يقوم بدوره بفحص قاع العين لرؤية وملاحظة أية تبدلات طارئة. وإذا وجد الطبيب أن هناك انفصالاً حاصلاً في الشبكية، فإنه يشرع فوراً في تقديم العلاج المناسب، سواء باستخدام أشعة الليزر، أم باستعمال طريقة التجميد، أم بحقن فقاعات صغيرة من غاز خاص، مثل غاز «سلفاهيكسافلورايد» أو غاز «بيرفلوروبروبين». أيضاً هناك خيارات علاجية أخرى قد يستعين بها الطبيب، مثل تحزيم صلبة العين باستعمال حلقة غير مرئية من السيليكون للضغط على الشبكية وتثبيتها في مكانها، أو إزالة الجسم البلوري بجراحة، ويلجأ إلى هذه التقنية عند وجود انفصال واسع في شبكية العين. لا توجد وسائل معينة تسمح بالوقاية من انفصال الشبكية، لكن هناك فئات أكثر تعرضاً من غيرها لهذا الانفصال، لذلك من المجدي لهذه الفئات أن تبادر إلى الخضوع لفحوص دورية تمكّن من كشف المرض باكراً.