حذر اليمن من أي تدخل عسكري أجنبي مباشر في مواجهته مع تنظيم «القاعدة»، مؤكداً أنه «سيُعقّد الأمور»، فيما أعلنت أجهزة الأمن اعتقال ثلاثة يشتبه بأنهم من مرافقي القيادي المحلي في «القاعدة» في منطقة أرحب شمال صنعاء محمد أحمد الحنق الذي فر بعد اشتباكات مع قوات «مكافحة الإرهاب» الاثنين الماضي. وقالت وزارة الداخلية في بيان أن المشتبهين الثلاثة اعتقلوا أثناء تلقيهم العلاج بعد إصابتهم في المواجهات الاثنين الماضي، في أحد مستشفيات منطقة الريدة في محافظة عمران (80 كلم شمال صنعاء). وأشارت إلى أنها وضعت المصابين تحت الحراسة، فيما ضبطت أربعة آخرين «تورطوا في عملية نقلهم إلى المستشفى ومحاولة التستر عليهم». ولم توضح هوية المعتقلين الثلاثة، لكن وكالة «فرانس برس» نقلت عن مصدر أمني قوله إن الحنق هو أحدهم، فيما قال مصدر آخر لوكالة «رويترز» أن الثلاثة من مرافقي القيادي الفار الذي تتهم الولاياتالمتحدة خليته بالمسؤولية عن التهديدات للسفارات الأجنبية في صنعاء قبل أيام، وأن قوات الأمن تحاصر الحنق في أحد المنازل في أرحب. وأكد بيان الداخلية أنها تخوض «حرباً يومية» ضد عناصر «القاعدة» في أكثر من محافظة، «بطريقة متتابعة لا تعطي فرصة للعناصر الإرهابية لالتقاط أنفاسها أو إعادة ترتيب صفوفها». وقال مسؤول أمني رفيع لوكالة «فرانس برس» إن «اثنين من عناصر القاعدة سلما نفسيهما لأجهزة الأمن في مأرب» في شرق البلاد، كما سلم «عنصر قيادي من القاعدة» نفسه في أرحب، «نتيجة لضغوط قبلية». وأشار إلى وجود «تعاون قبلي ملموس للضغط على عناصر القاعدة» في مأرب وأرحب وأبين. وأعادت سفارتا فرنسا وبريطانيا في صنعاء فتح أبوابهما امس بعدما أغلقتا الاثنين بسبب المخاوف من تهديدات «القاعدة». وقال مسؤول في السفارة الفرنسية إنها فتحت ابوابها مجدداً، «مع الابقاء على التوجيهات للرعايا الفرنسيين بتوخي الحيطة والحذر». وأوضح بيان نُشر على موقع السفارة البريطانية أنها «أعادت فتح أبوابها، لكن الخدمات المخصصة للعامة (تأشيرات وخدمات قنصلية) تبقى معلقة». وأضاف أن «الوضع يتم تقويمه على أساس يومي». إلى ذلك، شدد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» على رفض بلاده أي تدخل عسكري أجنبي مباشر في مواجهتها مع «القاعدة»، لا سيما من الولاياتالمتحدة. وقال إن «هناك حساسيات كثيرة في ما يخص استقدام قوات أجنبية إلى الأراضي اليمنية». وأضاف أن الحكومة ترحب بإرسال مزيد من العسكريين الأجانب لتدريب قواتها، «لكن ليس بصيغة أخرى». وأشار القربي إلى أن «هناك كثيراً من الجدل (بين أميركا وحلفائها) في شأن مدى الانخراط في اليمن... أنا واثق من أن التجارب في العراق وأفغانستان وباكستان ستكون مفيدة جداً للتعلم منها أن التدخل المباشر يُعقّد الأمور». ولم تتحدث الولاياتالمتحدة عن نيتها إرسال قوات برية إلى اليمن. وأشارت تقارير إعلامية إلى صواريخ وطائرات أميركية شاركت في غارة الشهر الماضي استهدفت معاقل ل«القاعدة»، لكن واشنطن لم تؤكد ذلك، فيما شددت صنعاء على أن الدور الأميركي لم يتجاوز مستوى تبادل معلومات الاستخبارات. من جهة أخرى، قال مسؤول في اللجنة الأمنية في محافظة عدن (جنوب البلاد) إن «مسلحين كانوا متمترسين في منزل رئيس تحرير جريدة «الأيام» هشام باشراحيل، يُعتقد أنهم ينتمون إلى الحراك الجنوبي» سلموا أنفسهم أمس للأجهزة الأمنية «بعدما قاوموا السلطات وأطلقوا النار من أسلحتهم على أفراد الأمن ما أسفر عن مقتل جندي وجرح سبعة آخرين». وكانت السلطات أغلقت «الأيام» في أيار (مايو) الماضي بتهمة التحريض على الانفصال. واشتبك حراس مقر الجريدة مع قوات الأمن التي حاولت تفريق اعتصام للمطالبة بإعادة فتحها الاثنين الماضي، ما أسفر عن مقتل شخصين. واشار المسؤول الأمني إلى أن قوات الأمن «ألقت القبض على هشام باشراحيل (66 عاماً) واكتشفت كمية كبيرة من الأسلحة داخل منزله». وبين من سلموا أنفسهم محمد باشراحيل نجل رئيس تحرير «الأيام»، وعلي منصور سكرتير الحزب الاشتراكي المعارض في عدن ومسؤولون آخرين في الحزب. على صعيد آخر، ذكر موقع «26 سبتمبر» التابع لوزارة الدفاع أن وحدات عسكرية وأمنية «حققت تقدما كبيراً في عدد من جبهات المواجهة مع المتمردين الحوثيين في منطقة حرف سفيان، مشيراً إلى «وقوع قتلى في صفوف الحوثيين وتدمير عدد من آلياتهم». وقالت مصادر محلية في محافظة صعدة إن القوات الحكومية «تمكنت من صد محاولة تسلل لمسلحين حوثيين قرب آل عقاب وكبدتهم خسائر كبيرة، كما دمرت أحد مواقعهم في الجميمة، وسقط كثير منهم بين قتيل وجريح».